هيثم محمود يكتب: لن تذهب للجنائية وحدك ياهارون!!

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود يكتب:
لن تذهب للجنائية وحدك ياهارون!!

أربك مولانا احمد محمد هارون الساحة السياسية والقانونية بالبلاد بمطالبته واستعداده للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بعد أن رأى ذبح العدالة بالبلاد ووأدها بأم عينيه.

قدم مولانا أحمد محمد هارون نائب رئيس المؤتمر الوطني ووالي شمال وجنوب كردفان الأسبق مرافعة قانونية توزن بميزان الذهب..مرافعة يجب أن تدرس في السوابق القانونية باعرق الجامعات باعتبارها أول سابقة لمتهم سوداني يعلن بطوعه واختياره الموافقة على المحاكمة أمام الجنائية الدولية (إذا استثنينا مسرحية أبو قردة التي حملته للسلطة).

أعلن مولانا هارون استعداده للذهاب للاهاي بعد أن تأكد من استحالة تحقيق العدالة بالبلاد خصوصا اعتقاله مع اخوانه لأكثر من عامين بلا محاكمات، وبعد أن بحث النائب العام عن تهامة ووجدها في بلاغ مقيد بشرطة الجنينة منذ العام ٢٠٠٦، بدأ ترزية القانون في البحث عن كيفية تفصيل وتكييف القوانين بالبلد وتعديل الدستور والوثائق التي تحظر العمل مع الجنائية وهو موقف تلتزم بها كل دول القارة الإفريقية!!.

أمر آخر هو اختيار مولانا أحمد هارون منازلة (الأصيل) بدلا عن (الوكيل) و(السيد) بدلا عن (العميل)، بعد أن تأكد للجميع ارتهان الحكومة بشقيها العسكري والمدني للخارج وتنفيذ أجندة دول الإمارات وأوربا وأمريكا وابتعادها عن الأجندة الوطنية، وبذا يكون مولانا أحمد هارون قد أحرز هدفا في شباك الحكومة المهترئة وأطلق رصاصة الرحمة على العدالة بالبلاد.

رغم أن موقف مولانا أحمد هارون موقف شخصي ولا يعبر عن حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده ولا التيار الإسلامي الذي ينتمي إليه، إلا أنه موقف شجاع ومنطقي وعقلاني يدل على تبحر مولانا في القانون واستفادته من تراكم خبراته وتجاربه القانونية والسياسية في اتخاذ هذا القرار الذي أدخل الحكومة بشقيها المدني والعسكري في مؤخرة الوزة إن لم يكن قد أدخل الوزه في مؤخرتها.

من المؤكد أن هارون لن يذهب للمحكمة الجنائية الدولية وحده ولم تتم إدانته في شخصه وحده فهو لم يحمل السلاح ويقاتل في دارفور ولم يقم بحرق القرى عبر الطائرات الحربية أو لم يتقدم كتائب المشاة أو يشارك في حرب العصابات ولم يقم بتدمير البنية التحتية ومحطات الاتصالات ومكاتب المحليات ولم يحرق الحرث والنسل بدوافع عنصرية كما فعل البعض!!.

مولانا أحمد هارون لم يكن قائدا ميدانيا ولا رئيس هيئة الأركان بالجيش ولا النائب عمليات ولا قائد سلاح الطيران ولم يكن يوما قائدا لحركة مسلحة في دارفور أو مليشيا عشائرية تمددت في غفلة من الزمان لتصبح في سدة السلطة بالبلاد.

قرار مولانا أحمد هارون بالمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية سيجر معه البرهان الذي كان قائد المنطقة العسكرية في دارفور وشهد جل الأحداث وقاد بعضها بنفسه من واقع مسؤوليته!! وسيجر معه كبار ضباط الجيش الذين تربعوا على عرش السلطة وقيادة الجيش الآن من واقع مسؤوليتهم في تلك الفترة، أما الخونة إبن عوف وصلاح قوش وكمال عبد المعروف الذين هربوا كالنساء بعد أن سلموا الحكم لمجموعة البرهان فهؤلاء سيكونون على رأس القائمة.

سيمثل مع أحمد هارون أمام المحكمة الجنائية الدولية حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو وقادة الدعم السريع وموسى هلال بصفته قائد قوات حرس الحدود، أما قادة الحركات المسلحة المتمردة فعليهم أن يبلوا قرار العفو الذي أصدره البرهان ويشربونه، فالحكومة لم تكن تحارب أو تقاتل نفسها ولم تتحرك بدوافع الانتقام لتدمير دارفور، والوقائع من لدن أحداث مطار الفاشر مرورا بغزو المدن والقرى وقتل النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية وقتل الجنود كل هذه الجرائم ستجر مني وجبريل وعبد الواحد ودبجو وابو القاسم وكل قادة الحركات التي تكاثرت وتناست وأصبحت كالهم في القلب.

بموثول مولانا أحمد هارون ستجد المحكمة الجنائية أمامها كل أصحاب السوابق ولن تتعب في القبض عليهم مرتين في جريمة فض الاعتصام التي اكتمل ملفها أمام الجنائية التي ستضيف عليهم بعض المدنين من الذين وقعوا على فض الاعتصام وعادوا ليتباكوا على الشهداء والجرحى فهؤلاء تعودوا أن يقتلوا القتيل ويسيروا في جنازته.

برافوا مولانا أحمد هارون فقد أربكت الساحة السياسية واحرقت آخر أوراق الحكومة التي كانت تناور وتهدد بها بل أطلقت عليها رصاصة الرحمة من ذات بندقيتها التي صوبتها حولك وحول اخوانك.

اترك رد