د.أمين حسن عمر يكتب :مصابيح التنوير شخوص ورموز… “الاستاذ علي عثمان محمد طه”

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

مصابيح التنوير شخوص ورموز

الاستاذ علي عثمان محمد طه

ولد علي عثمان محمد طه لأسرة مستورة الحال متدينة في الخرطوم في 1نوفبر1944 درس الأستاذ علي عثمان محمد طه جميع مراحله التعليمية داخل السودان في مدينة الخرطوم، في مدرسة الخرطوم غرب الابتدائية، ومدرسة الخرطوم الأميرية الوسطى، ومدرسة الخرطوم الثانوية القديمة. قبل في كلية الآداب ثم القانون ،و تحصل على بكلوريوس القانون مرتبة الشرف الأولى من جامعة الخرطوم عام 1971م.كان على عثمان قد اندرج في الحركة الإسلامية في المرحلة الثانوية وكان قياديا بارزا أبان دراسته بجامعة الخرطوم وترأس إتحاد الطلاب فيها في العام قبل أن تحله حكومة مايو وتستبدله بما يسمي بسكرتارية الجباه التقدمية. وبعد تخرجه عمل علي عثمان محمد طه في الهيئة القضائية في الفترة 1972-1977وأثناء عمله بالقسم الأوسط أصدر حكما بمنع الدعارة في منطقة الخرطوم 3 مستندا للقوانين السارية المتعلقة بالصحة والبيئة مما إضطر النميري لمنع الدعارة في كل انحاء البلاد وكانت أول خطوة بإتجاه القوانين الإسلامية.
وبعد المصالحةعمل علي عثمان رقيبا لمجلس الشعب 1977 –1980 والمجلس الذي أعقبه بعد حل المجلس وهو المنصب الثالث من حيث الأهمية في مجلس الشعب آنذاك .
وظل علي عثمان عضواً في مجلس الشعب القومي للفترة من 1977 – 1985 . بعد المواجهة مع حكومة نميري بعد إعلانها العداء للحركة الإسلامية وإعتقال رموزها أفلت من الإعتقال ووضعت الحكومة إعلانا للقبض عليه وثلة من إعضاء المكتب التنفيذي القيادي ممن فشلت في التحفظ عليهم. وبعد سقوط حكومة مايو ترشح على عثمان في دائرة وسط الخرطوم وفاز عضوا بالجمعية التأسيسية وإختير زعيماً للمعارضة بالجمعية التأسيسية 1986 – 1989 . وفي ذات الوقت انتخب نائبا للأمين العام للجبهة الإسلامية القومية. وبعد الإنقاذ عين عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي 1991 – 1993 .
ثم وزيراً للتخطيط الاجتماعي1993 – 1995 . ثم وزيراً للخارجية 1995 – 1998 وبعد إستشهاد الفريق الزبير إختيرنائباً أولاً لرئيس الجمهورية 1998.و أشرف بحكم منصبه على التفاوض مع الحركة الشعبية في مراحله الأولى ثم قاد وفد التفاوض الحكومي في مراحله الأخيرة لتحقيق السلام بمن خلال توقيع بعد توقيع عدد من البرتكولات. بدأت برتكول مشاكوس في مايو 2002 ثم اتفاقية السلام الشامل التي تمت يوم9 يناير 2005 . وتنازل عن منصبه نائبا أولا لزعيم الحركة الشعبية وعين
نائباً ثانياً لرئيس جمهورية السودان في حكومة الوحدة الوطنية من يوم 9 يوليو 2005 . وبعد إنفصال الجنوب عاد علي عثمان
نائباُ أولاً لرئيس جمهورية . وكان انتخب زعيما للحركة الإسلامية الكيان الوالي للحكومة في دورتي 2004و2008فجمع بين المنصب الرئاسي وزعامة الحركة لكنه التزم بدستور الحركة بالإختصار على دورتين وانتخب الإستاذ الزبير أحمد الحسن خلفا له في الحركة الإسلامية كما أنه استقال في 8 ديسمبر 2013 وعين الفريق أول بكري حسن صالح بدلاً عنه . وذلك في إطار توافقات وثيقة الإصلاح الشامل التي قضت بإبتعاد الجيل القيادي آنذاك وتمكين الجيل الفاعل الجديد. لكن ما يؤخذ عليه من بعد أنه إضطلع بالدور الرئيس في إستبقاء الرئيس البشير وترشيحه مرة أخرى في دورة 2015 وحمله كثيرون مسؤولية تشجيع الرئيس على الإستمرار رغم مقتضى وثيقة الإصلاح.
وبعد التغيير الذي أعقب إستيلاء اللجنة الأمنية على السلطة في 11أبريل تم إعتقال الإستاذ علي عثمان من منزله بعد ثلاثة أيام ليقاد لسجن كوبر ، وظل يواجه تهما عديدة كلما إسقطت تهمة أعلنت أخرى، فهو رمز من رموز الإنقاذ الذين سعى الخصوم إلى تشويه صورتهم إمام الشعب والعالم،
بيد أن الإستاذ علي عثمان الذي له مخالفون كثر في مسائل متعددة ولأسباب كثيرة، شهد له أهل النزاهة من مخالفيه دائما بأنه سياسي هاديء الطبع متزن وقور، وأنه عفيف اللسان ليس بالمبادر إلى الشر، وليس بالمتكالب على منصب ولا مال. ولاشك أن من ظل جزءا من منظومة حاكمة لفترة تزيد عن عقدين من الزمان وتسنم مراكزا سامية في أعلى مناصبها سيختلف معه كثيرون ويتفق معه كثيرون لكنه لن تخفى على الناس خلائقه وشمائله ولا إحسانه وإساءته ولن تجدي أقاويل الناشطين المتعصبين ولا تهم المناوئين الشانئين في طمس الحقائق والوقائع ويكفي الإستاذ علي عثمان أن من يخاصمونه وبنقبون عن ما يشينه ويدينه لم يجدوا له بعد الحديث عن سرقة المليارات إلا بيت الأسرة ومزرعة صغيرة في أطراف الخرطوم وهو الرجل ظل في أفياء السلطة منذ العام 1977…. فسبحان الله كيف يحكمون؟

اترك رد