بكري محمد يكتب : الاسلاميون .. ( لاتقفوا متفرجين على الوطن)

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

بكري محمد يكتب:

الاسلاميون .. ( لاتقفوا متفرجين على الوطن)

جماعة ( الاخوان المسلمين)، أسست في السودان في أربعينيات القرن العشرين وتعد امتداداً فكريا لجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها الشيخ حسن البنا في مصر. خرجت من هذه الحركة عدة تنظيمات استقلت عنها تنظيمياً أبرزها الجبهة الاسلامية القومية بقيادة د. حسن الترابي.

الشيخ حسن الترابي قام بنقله كبيرة للحركة بسودنتها وفصلها عن التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، حتى أصبحت حركة مستقلة سودانية خالصه (نموذج سوداني)، نجح في الوصول والتغلغل في المجتمع السوداني، وكانت في آخر إنتخابات ديمقراطية بعد ذهاب نظام نميري، الحزب الثالث في البرلمان السوداني.

واخيرا نفذت انقلاب ناجح ، لظروف كانت تراها موضوعية للانقلاب علي النظام الفاشل وقتها بزعامة الراحل الصادق المهدي ولتلافي انقلاب الشيوعيين والبعثيين الحتمي وقتها بعد مذكرة الجيش الشهيرة.

بعد تولي مقاليد الحكم في السودان، سعت الحركة لخلق نموذج للدولة الاسلامية الوطنية المستقلة بالقرار عن النظام العالمي ، حاولت جمع الصف الاسلامي، مما خلق لها اعداء كثر وعقوبات استمرت حتي بعد سقوطها.

اما على صعيد الدولة السودانية خاضت حرب ضروس ضد حركات التمرد في جنوب السودان التي وصلت حينها ابواب الشمال، وكادت أن تسقط الدولة السودانية، ولكن الحركة عبر شبابها قدمت الاف الشهداء ودحرت التمرد ، في نفس الوقت وهي تحارب في جميع الجبهات، جون قرن ، وجيوش الاحزاب، كانت تعمل على مشاريع وطنية ضخمة، استخرجت البترول السوداني، وشيدت الطرق والجسور والسدود، وانجزت ثورة التعليم العالي، وانتشار عشرات البنوك الاسلامية واصبحت معظم المعاملات اسلامية.

رغم كل الانجازات التي حققتها اصيبت الحركة بآفه السلطة حدثت انقسامات والمفاصلة الشهيرة بين القصر والمنشية، وتحولت في سنينها الاخيرة من مشروع حضاري اسلامي إلي مشروع سلطوي، تنازعت مراكز القوة حتي اصبح الارتقاء في سلم الحركة يمر عبر القُرب من احد المراكز القوية، والافول كلما ابتعدت عن المركز، فانتشر الانتهازيون وسطها خلال انفتاحها على المجتمع، هذا الوضع انتج نوع جديد من القيادات ضعيفة القدرات والامكانيات داخل الحركة تصدرت المشهد الاجتماعي والسياسي دون وجه حق وابعد اصحاب القضية والكفاءات، مما احدث تراجعا واضحا في مشروعها الحقيقي المجتمعي والسياسي وحتي التنموي، الأمر الذي أبعد الحركة وشبابها عن حواضنها الطبيعية.

وأصبحت الحركة منفصلة تماما عن المجتمع بعيدة عن قضاياه وشاخت برامجها واصبحت باهتة، اقرب للسلطان تسبح بحمده، وقادها هذا الوضع في النهاية إلى السقوط

تحتاج الحركة حاليا الى مراجعات عميقة للتجربة تستفيد من الانجازات وتصوب الاخفاقات، لتعود لاصلها الحقيقي حركة إصلاح مجمتعي تتخلص من تخمة السلطة وغثائها .

وما زال البعض ينتظر من يغير لهم الوضع دون عرق ليمنحها لهم على طبق من ذهب ، يبدو ان طول البقاء في السلطة انساهم انفسهم ومكانهم الطبيعي وسط الجماهير في المساجد والاسواق والشوارع .

يا اخوان أنتم محتاجون الآن (لعِدة معارضة) العضو الحركي الملتزم يتحرك دون انتظار التكليف و الترحيل والنثريات، نظموا انفسكم وفق الظروف الموضوعية وتناسوا حديث الخيانة والتخوين ومن خان.

وهذا يحتاج لعرق ودم ودموع وسجون ومنافي، ولكن لا مستحيل تحت الشمس القضية الآن ليست السلطة فهي دائما كانت وسيلة وليست غاية، القضية الوطن لاتقفوا متفرجين عليه، نحن جزء من ابنائه لنا حق في المساهمة مع آخرين للحفاظ عليه وبنائه وان لا نسمح باختطافه ومصادرة حقنا في المساهمة مع ابناء شعبنا عبر ادوات دولة النظام الجديد.

تعليق 1
  1. مريد للخير يقول

    اتركوا البدع وأحيوا السنة وعلى أساس التوحيد الذي كان عليه رسول الله واتركوا الولاء لهذا الحزب المبتدع!!، الله سمانا مسلمين وألزمنا بسبيل المؤمنين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرنا ونهانا من التحزب والتفرق عن الصراط المستقيم

اترك رد