بكري المدني يكتب : كيف كان النظام السابق يفسد ويدعم؟!

السودان

رصد:الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

كيف كان النظام السابق يفسد ويدعم؟!

كلمة واحدة أقول أن سياسة رفع الدعم عن الوقود( الجازولين والبنزين )بل وكل السلع ومن بينها الغاز والدقيق والخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والماء اقول ان هذه السياسة صحيحة 100% والدعم على القديم والقائم للسلع والخدمات سياسة خاطئة كانت ولا تزال على حساب التنمية والبنيات التحتية للدولة السودانية

تاسيسا على القول عاليه فإن رفع الدعم الذي تقوم بتطبيقه الحكومة الإنتقالية سياسة صحيحة بالكامل وإكمال هذه السياسة بالتمام والكمال يعني إزالة التشوهات من على جسد الإقتصاد الوطنى ولن تستطيع الحكومة الحالية او أي حكومة قادمة إنجاز واجباتها في مشاريع التنمية ما لم ترفع يدها عن دعم السلع والخدمات ولكن

ولكن السؤال للحكومة الانتقالية و أنصارها وخبراء الإقتصاد أيضا هو كيف كان النظام السابق (الإنقاذ) يفعل ذلك؟! اي يدعم السلع والخدمات للدرجة التى كانت بعضها ولا تزال هي الارخص في العالم ؟!

لن نسأل على قاعدة ان النظام السابق كان يدعم السلع والخدمات بنسبة كبيرة ويقوم في ذات الوقت بأعمال التنمية من إنشاء للكباري والجسور وتشييد الطرق وبناء المؤسسات الضخمة حتى لا تضيع الحقيقة بين الكم والكيف عند غلاة التطرف والتنظير ولنسأل على طريقة ما يطلبه الناس هذه الأيام والأيام السابقة

نسأل – كما يشتهي البعض – كيف كان النظام السابق يسرق ويرشي ويصرف ببذخ على الأفراد والجماعات والمؤسسات ويحارب خصومه بأموال طائلة ويأتي بكل أشكال الفساد المرئي والمستتر وفي ذات الوقت يدعم السلع والخدمات؟ !

إذا تجاوزنا صرف النظام السابق الكبير على الخدمات بما فيها الصرف على (الأمن) وعلى التنمية – مع الملاحظات حولها -وعلى الدستوريين في المركز والولايات من تنفيذيين ونواب وعلى النقابات والواجهات النسوية والطلابية والشبابية وعلى الادارات الأهلية والطرق الصوفية وعلى السفارات المنتشرة على طول وعرض الأرض -إذا تجاوزنا كل ذلك وأكثر وقلنا انه توفر

وإذا قلنا أن الحكومة الإنتقالية الحالية بما توفر لها أعلاه هي لا تسرق ولا ترشي ولا تصرف ببذخ ولا تحارب طبعا فكيف صعب عليها على الحد الأدنى في هذه المرحلة ان تحافظ على سياسة (الدعم)- وان اتفقنا معها على صحتها -بينما استطاع النظام السابق بكل ما أوردنا حوله بالحق والباطل ان يدعم ويفسد معا ؟!

كيف استطاع النظام السابق ما لم تستطعه الحكومة الحالية والتى ان لم تجد الإجابة عليها الذهاب إلى (كوبر)متدثرة بالظلام للحصول على إجابة هذا السؤال لعلها تعينها في كيفية توفير أموال للتنمية المتوقفة ما دام قد اعجزها الدعم من شدة العدم!

اترك رد