هيثم محمود يكتب : واشتعلت شرارة الثورة

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود
واشتعلت شرارة الثورة

قبل أن يجف المداد الذي كتبنا به في هذه الزاوية بعنوان (اسقطوا هذه الحكومة) حتى اشتعلت شرارة الثورة وارتفعت الأصوات التي تنادي بإسقاط هذه الحكومة.

شهدت اليومين الماضيين تزايد الأصوات المنادية بإسقاط حكومة (قحت) وأغلق الثوار شوارع الخرطوم بالمتاريس وعم شعار (قدوا بس) التايم لاين، وتحولت بعض الأصوات والأقلام الصحفية التي هللت لحكومة (قحت) ودافعت عنها بالحق والباطل تحولت ٣٦٠ درجة الآن وأصبحت تنادي بإسقاط الحكومة وهذا وعي يحسب لها لا عليها فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل.

خرج الشعب والثوار للشوارع بسبب الأزمات المتلاحقة وشظف العيش الذي عم جميع مناحي الحياة وأصبحت البلاد جحيما لا يطاق بفعل ارتفاع سعر الدولار وزيادة حكومة العملاء لأسعار المحروقات بنسب خرافية في أقل من عامين، فقيمة جالون البنزين اليوم تعادل ٤٧ جالون في عهد الانقاذ التي وصفت بحكومة الجوع والفساد!!.

خرج الثوار للشوارع بعد أن فشلت حكومة العملاء في توفير أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء، خرجوا لأن البيوت أصبحت مظلمة والمياة منقطعة عنها لأيام، خرجوا لأن الحصول على كيس رغيف أصبح يحتاج لدورة في الكرواتية والتايكوندو وغياب ليوم كامل عن العمل، خرجوا لأن دواوين الدولة تعطلت بفعل انهيار الخدمة المدنية والغياب الدائم للموظفين.

مايؤكد أن سقوط الحكومة أصبح واقعا هو انطلاق الحملة القومية لوقف الانهيار التي انطلقت أمس وعمت جميع أصقاع البلاد لجمع توقيعات من المواطنين لاقالة الحكومة التي أوردت الشعب مورد الهلاك وجعلت الأنهيار سمة مميزة لكل شيء.. انهيار في الاقتصاد.. انهيار في القيم والأخلاق.. انهيار في الأمن حتى أصبحت العصابات تتجول في كل شوارع الخرطوم دون حسيب أورقيب واصبح النهب والسلب والقتل أهون من شرب الماء.

الظروف السياسية الحالية مشابهة للظروف التي سقطت فيها الانقاذ وقتها اتفقت جميع الأحزاب من اقصى اليمين (المؤتمر الشعبي والإخوان المسلمين) لأقصى اليسار (الحزب الشيوعي) على إسقاط الحكومة وكذلك اليوم أجمعت الأحزاب من لدن المؤتمر الوطني وحتى الحزب الشيوعي الذي وجه عضويته بالنزول للشارع وإسقاط الحكومة رغم أن الشيوعي داخل (بصرفتين) تشارك عضويته في الحكومة وتتبوأ ارفع المناصب في الدولة ويطالب بإسقاط الحكومة عبر المظاهرات.. الآن أجمع كل الشعب على إسقاط حكومة (قحت) وماذا بعد إجماع الشعب؟.

أصبح إسقاط الحكومة مجرد وقت ولكن المهم الآن هو إغلاق المطار في وجه العملاء الذين باعوا عزة الوطن وكرامته ونهبوا ثرواته واضاعوا مكتسباته ليحاكموا أمام القضاء الذي أضاعوا هيبته وعينوا أمثال الحبر نائبا عاما.

هبوا بإسقاط هذه الحكومة وعجلوا بانتخابات تاتي بمن يعبر بالبلاد لبر الامان.

اترك رد