هيثم محمود يكتب : اتقوا ثورة الجياع

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود
اتقوا ثورة الجياع

أواخر الأسبوع الماضي انطلقت بالبلاد احتجاجات واسعة نتيجة لضنك العيش الذي تسببت فيه حكومة العملاء الذين فشلوا في إدارة شأن الدولة وقضوا على أخضر الوطن ويابسه.

خرج الشعب احتجاجا على زيادة اسعار المحروقات والتي بدورها أشعلت السوق وأصبحت أساسيات الحياة من مأكل ومشرب ومواصلات وعلاج لمن استطاع إليها سبيلا.

نعم ترك الناس حتى أساسيات الحياة وأصبح الشعب يأكل من اجل حفظ النوع من الإنقراض، ليس المهم أن يكون مايأكله المواطن مفيدا وبه قيمة غذائية فقط يتناول المواطن ما يحشو بطنه من أجل سد الجوع، فقد أصبح جل الشعب يأكل وجبة واحدة في اليوم والثانية لا تتجاوز (السندة) خصوصا الطبقة المسحوقة من الموظفين والعمال الذين لا تتجاوز رواتبهم قيمة المواصلات من وإلى العمل لمدة أسبوع واحد!!.

خرج الشعب للشوارع بعد أن تجاوز كيس السلطة ال(٤٠٠) جنيه ورغيف الخبز ال(٢٠) جنيها للخبزة الواحدة التي ثار الناس على الانقاذ وأسقطوها لأنها جعلت سعر الخبزة (٢) جنيه، تعرفة المواصلات زادت بصورة خرافية وأصبح الوصول للسوق العربي وسط الخرطوم يحتاج فيه الراكبل (٣٠٠) و(٤٠٠) جنيه للوصول فقط وتتجاوز هذا الرقم في بعض المناطق، أما كيلو اللحمة فقد وصل سعره ل (٢٤٠٠) جنيه وترك الناس حتى الوزنة (ربع الربع)!!.

نعم انها ثورة جياع فقد جاع جل الشعب وتأكد أن من هتفوا ضد الإنقاذ ووصفوها بحكومة الجوع هم ملوك وسلاطين الجوع، فقد جوعوا الشعب وافقروه وداسوا على عزته وكرامته واوهموه بمؤتمرات وسفريات لم يجن منها المواطن سوى المزيد من الفقر والجوع والضنك.

المؤسف جدا أن يتنكر قيادات الغفلة وأسرهم للثوار فأبناء ابراهيم السيخ استنكروا التروس التي حملت والدهم لكرسي وزارة الصناعة الذي لم يكن يحلم به يوماً، أما الأفاك خالد سلك والمنافق جبريل إبراهيم فهؤلاء أثبتت الأيام أنهم أقل قامة من أن يديروا لجنة شعبية دعك عن ادارة وطن يحتاج لصفات لا توجد عند الناشط السياسي ولا المتمرد الذي وصل للسلطة على فوهة البندقية!!.

الآن أصبح ذهاب حكومة العملاء مجرد وقت، أما العسكر الذين ظلوا في موقع الفرجة مما يحدث من قتل ممنهج للمواطن فهؤلاء أمامهم فرصة واحدة هي البيان أو الطوفان!! فثورة الجياع ستبتلع كل من تسبب في تجويع الشعب.

اترك رد