هيثم محمود يكتب : شرطة الحجارة!!

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود يكتب :
شرطة الحجارة!!

صاحبت الاحتجاجات المستمرة بسبب الأزمات المتلاحقة التي تسببت فيها حكومة العملاء إنفلاتان أمنية كبيرة في عدد من مدن ولاية الخرطوم وفي أماكن مختلفة بعضها يقع في قلب المدن.
تمثلت الإنفلاتات الأمنية في عمليات النهب والسلب والإعتداء على أصحاب المركباتغ بالسواطير والسكاكين والعصي وتهشيم زجاج السيارات بالحجارة، ووثقت الكاميرا عدد من هذه التجاوزات وظهرت في بعض مقاطع الفيديو شخصيات الجناة بصورة واضحة مما يساعد السلطات الأمنية في القبض عليهم.

تزايدت حدة الاحتجاجات خلال الأيام الماضية وتم إغلاق عدد من الشوارع بالتروس التي أصبح بعضها مصيدة تقف خلفها عصابات النيقرز وبعض الصبية الذين ما أن تقترب سيارة من الترس حتى يمطرونها بوابل من الحجارة ليقوم اللصوص بتنفيذ عمليات السلب تحت سمع وبصر الجميع.

الشرطة طبقت شعار لئن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي فأعلنت درجة الاستعداد القصوى ونزلت للشوارع لإزالة التروس وحفظ الأمن الذي انفرط عقده طيلة فترة حكم (قحت) وألقت القبض على عدد من معتادي الإجرام وعصابات (تسعة طويلة)

مشهد غريب ومسيء للشرطة تناقلته بعض مقاطع الفيديو.. المشهد يظهر بعض رجال الشرطة يتبادلون رشق الحجارة مع شباب وصبية التروس!!.. تاملت المشهد من أكثر من زاوية وتأكدت من وقوعه بمنطقة الكلاكلات، تملكني الحيرة والدهشة لذلك المشهد الغريب والمسيء للشرطة.

كيف لشرطي أن يتبادل رشق الحجارة مع متظاهرين أو محتين؟ وماذا لو أصابت حجار المتظاهرين رجال الشرطة الذين لا يحملون درقات ولا يلبسون (خوذات) واقية؟!.

ماتم من بعض أفراد الشرطة يجنب أن لا يمر مرور الكرام، فأدوات فض الشغب معروفة من استخدام مكبرات الصوت والانتشار بكثافة واستخدام العصي والخراطيم وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

لا ادري ما الذي جعل تلك القوة الشرطية تستخدم الحجارة بطريقة غريبة وغير مسبوقة ويمكن أن تؤدي لإصابة المتظاهرين أو قتلهم، فالحجر يمكن أن يهشم الجمجمة أو يفقأ العين أو يحدث تشويه في الوجه مما يدخل الشرطي في مساءلة قانونية وعقوبة أكبر من عقوبة إطلاق النار.

أمر محير أن تخرج قوة من الشرطة بلا إمكانيات أو معدات حماية أو حتى وسائل دفاع عن النفس مما جعلها تستخدام الحجارة لفض التظاهرات في وقت كثرت فيه عصابات النيقرز المدججة بالأسلحة البيضاء!!. من أخرج تلك قوات يستحق المحاسبة وكذا من أعطاها التعليمات باستخدام الحجارة كاطفال فلسطين.

من حق المواطن أن يثور على الغلاء الطاحن ومن حق الشباب أن يترسوا الشوارع فالتروس هي أحد أدبيات الثورة وهي التي حملت حكام الغفلة للسلطة وجعلهم يتغنون لها وينظمون فيها الشعر (المجد للتروس والمجد للساتك ولمن أشعل اللساتك) من (السانات والراساتات والناس الواقفين قنا)!!.

المؤسف أن بعض التروس تحولت لمواقع للفوضى وبؤر للانفلات الأمني وهذا غير مقبول ويعطي الشرطة الحق في استخدام القوة المفرطة وقبلها على الشرطة معرفة الجهات التي أسهمت في الانفلات الأمني وتقديمها لمحاكمات عاجلة فما تم يؤكد أن هنالك جهات تخطط بعناية لتحويل الاحتجاجات لشغب وفوضى.

من حق المواطن أن يثور وأن يعبر بما شاء من أساليب ديموقراطية من أجل إسقاط هذه الحكومة الفاشلة ولكن أن تتحول الاحتجاجات لفوضى فهذا ما سيعطي السلطات الأمنية الحق في منع الاحتجاجات وإن كانت سلمية.

اترك رد