بكري المدني يكتب : 30يونيو – جرد الأيام والأحوال

السودان

رصد:الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

30يونيو – جرد الأيام والأحوال

نجحت الحكومة في إحباط حراك 30 يونيو لعدد من الثوار بمؤازرة مجموعة محدودة من الإسلاميين والشيوعيين وأنصار الناظر ترك
ونجحت الحكومة في ذلك من خلال استخدام القوة وهي قوة تحسب لها وقد توفرت لما قبلها ولكن

ولكن الإنتصار على المعارضين من إسلاميين وشيوعيين وأنصار الناظر ترك لا يعنى ان الحكومة تملك قوة أخرى غير القوة التى أحبطت بها الحراك

لقد فشلت حكومة الفترة الانتقالية فى ان تكون حكومة لكل السودانيين بل ورفضت ذلك على الرغم من انه كان سيوفر لها دعما وصبرا عليها بلا حدود !

لا يرى كثير من السودانيين اليوم أنفسهم في السلطة القائمة على الرغم من الدعم الحاشد لها عند قيامها اول مرة برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك

اختزلت الحكومة نفسها فى مجموعة صغيرة وحتى هذه المجموعة تقزمت مع الأيام بانقسام تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير وان استمرت في هذا النزيف لن تكون لها قاعدة الا القليل من السياسيين والشرطيين والإعلاميين وشركاء السلام المشاركين فيها بشروط !

قد تستمر الحكومة هكذا ثلاثة أعوام او حتى ثلاثين دون ان تحقق الإجماع الوطني المطلوب لها بحسبان انها حكومة ثورة بل ولن تحقق انفراجا في مجال الاقتصاد والخدمات وذلك لأن الأخير مشروط بالأول

لقد انتزعت الحكومة فرصة ثالثة غالية وهي فرصة تتيح لها البقاء والاستمرار بخيار من اثنين اما بقوة الحديد والنار او البقاء برضى الناس واختيارهم وهما خياران لا ثالث لهما

ان اختزال رفض الناس للحكومة في الإسلاميين (الكيزان) والشيوعيين لا يمثل حقيقة الحال ولئن احجمت الغالبية عن الخروج في الثلاثين من يونيو او عجزت فهذا لا يعنى الرضى عنها ولكنه البقاء على حالة احتقان قد تفاجؤها -اي الحكومة – في أي لحظة تاريخية مهما طالت

ذلك بشأن الحكومة – أما الأحزاب والتنظيمات السياسية التى تطايرت بياناتها قبل الثلاثين من يونيو معلنة التأييد والمشاركة لأنها حسبت ان الحكومة قد سقطت وحانت لحظة صعودها ولما جاء الثلاثين ظلت تراقب الطريق على أمل ان يفتحه لها الشباب لتدخل بسلام و لكنها آثرت السلامة عند (الكتمة)نقول لها ان انتظارها للحكم سيطول لأن هذا الطريق طويل ان لم تقصره بفعلها لا بالبيان !

ذلك بشان الأحزاب أما الإسلاميين فلقد أثبتت تجارب الخروج الماضية كلها ما تبنوها علنا و ما لم يفعلوا أثبتت تلك التجارب مجتمعة ان الحركة الإسلامية تحتاج الى عمل كثيف في الداخل قبل الخارج!

وذلك بشان الإسلاميين أما الشيوعيين فلا زلت أعتقد أن عليهم تحمل مسؤولية الحكم الصعب ولو مرة بدلا عن المعارضة الساهلة لحكومة شاركوا في قيامها وقعودها ومتاح لهم الإصلاح من الداخل علها تقوم بهم من بعد قعود !

وأخيرا للسودانيين – لن يتغير الحال لا بالحكومة ولا بالمعارضة مالم نتغير انفسنا وهذا شرط إلهي !

اترك رد