أحمد الشريف يكتب : نحن في الطريق إلى دكتاتورية بكثير من الإكسسوارات الديمقراطية المزيفة

السودان

رصد:الرآية نيوز

أحمد الشريف يكتب :

حُسم الجدل حول مستقبل الانتقال…
نحن في الطريق إلى دكتاتورية بكثير من الإكسسوارات الديمقراطية المزيفة.

حمدوك يظن انه سيكون كاغامي أو مليس زناوي جديد. اي دكتاتور أفريقي ناعم ومرضي عنه غربيا، يعوض شعبه عن الحريات السياسية ببعض الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي.

لكن الواقع لا يدعم رغبته هذه. حيث من الأرجح أن يؤدي اصطفاف القوى المهيمنة على الانتقال وطبيعتها السلطوية وفوقيتها إلى تشكيل حقبة جديدة من “حكم اللصوص” Kleptocracy وهو الاحتمال الذي تدعمه مظاهر الزبائنية وتحالفات النهب التي تشكلت للانقضاض على الثروة العامة، خاصة أجسام مثل التجمع الاتحادي، الذي هو تحالف نهب ونقابة لصوص.

النيابة العامة والقضاء وقوانين نصر الدين الانقلابية مع لجنة تفكيك التمكين هي رأس رمح التحول الاستبدادي الصريح الذي دخلنا في مراحل متقدمة منه مسبقا.

بنيابة وقضاء تعينهم قحت سيختفي شكل القمع الساذج والفقير الخيال الذي مارسه نظام البشير، وسيحل محله القمع بقانون الإجراءات الجنائية الذي تركه الترابي هدية لكل الطغاة من بعده. حيث سيقضي المغضوب عليهم السنوات الطوال في الحبس الاحتياطي والتجديد الابدي مابين قضاء ونيابة مسيسة تعينهما ذات الجهة التي تحدد المغضوب عليهم والمرضي عنهم.

حمدوك وشركاءه أصبحوا يصورون الانتقال المطلوب انه محض انتقال اقتصادي يزيل التشوهات ويفتح افق النمو، وانتقال دبلوماسي يعزز مكانة السودان الدولية.

لم نعد نسمع أي حديث عن انتقال ديمقراطي وإصلاح قانوني وبناء مؤسسات قوية. وكلما تلقت الحكومة قرض أو منحة ذهبت خطوة إضافية في تكريس منهج الاستبداد.

هنالك أسلوبان لفرض الواقع الاستبدادي، الأول هو إشراك القوى المدنية الديمقراطية نفسها في العملية، بإثارة غرائز الخوف والتشفي وهو ما تقوم به لجنة تفكيك التمكين. لتكون القوى المدنية نفسها هي من تبرر أو تتغاضى عن القمع وغياب العدالة. لترسيخ قاعدة أن المبادئ تتجزأ وهنالك ضرورات تبيح المحظورات.

الأسلوب الثاني هو ما ستلجأ له الطغمة المهيمنة حال قاومت القوى المدنية السيناريو الأول. أي القمع عبر برلمان وقضاء ونيابة تعينهم قحت جميعا.

القوى التي تهيمن على الانتقال ليس من بينها قوى ديمقراطية، وكلها تقريبا قوى بلا فرص في منافسة ديمقراطية. لذا لن تحكم ابدا على نفسها بالفناء ولن تتخلى عن الفرصة التاريخية والصدفة السعيدة التي أعطتها فوق ما تحلم به.

“استكمال هياكل السلطة” كان ضمن شعارات ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ حين كانت قحت تدعو وتنظم المواكب. تم تعريف هذا الاستكمال انه تعيين ولاة من اختيار قحت. ومنذ تعيين الولاة اختفى الشعار تماما من خطابهم. القوى المدنية الديمقراطية كانت شريكة في تكريس سلطة قحت في تحقيق أمانيها. وهي ذات الطريقة التي تريد قحت ان تشرك بها القوى المدنية الديمقراطية في تحولها نحو الاستبداد الصريح، عن طريق الهستيريا السخيفة التي تلي إثارة مهرج مثل ود الفكي أو وجدي صالح لغرائز الخوف أو الانتقام.

اترك رد