د.جمال الدين الطيب عبد الرحيم يكتب : اضراب أساتذة الجامعات – آكاليل من النصر

السودان

رصد : الرآية نيوز

د.جمال الدين الطيب عبد الرحيم يكتب :

اضراب أساتذة الجامعات – آكاليل من النصر

حل قضية الاستاذ الجامعي : قرار بتطبيق القانون والهيكل الراتبي المجاز وبناء عليه راتب موازي بالدولار

تنفيذ الاضراب التي دعت اليه لجنة اساتذة الجامعات (لاجسو ) في اليوم الاول والثاني بنسبة عالية جدا فاقت المتوقع لنجاحه وادهشت بكبر حجمه الجميع
لما يحمله من قوة أخاذة وصور زاهية ترسم عزيمة وشجاعة الاساتذة الجامعيين ، وظهور طاغي وجميل للاستاذات وهن يحملن لافتات العزة والكرامة فلا عجب فهن شقائق الرجال ، هذا الحدث التاريخي لاساتذة الجامعات والذي سجلت تواريخه ونسبه باحرف من نور في دفتر الحضور الثوري ضمن نضالات الاستاذ الجامعي من اجل رفعة الوطن وتطوره بيد قادة العلم والمعرفة ، وان كان الفرح قد عم جموع الاساتذة بهذه الملحمة التأريخية فاني والله أشد منهم فرحا لانني رايت مادعوت اليه وسطرت بكل قوة قناعاتي به في مقالات قبل سنين و اثبتت الايام صدقها و سوف اعيد نشرها تباعا بإذن الله ، ومن اهم هذه المقالات مقال دعوت فيه الي الاضراب بمناسبة اعلان القضاة لاضرابهم الشهير بعنوان بعد اضراب القضاة – اساتذة الجامعات قوموا الي اضرابكم وذلك لقناعتي ان اهل ساس يسوس في بلادنا لايفهمون لغة السياسة اصلا المبنية علي الفهم والقدرة علي التفاوض وتقديم الحلول وايجاد البدائل ومنع الاحداث من التصاعد والتأزم ، وانما يفهمون لغة واحدة اشترك فيها جميعهم في كل النظم الحاكمة والتأريخ يشهد بذلك أن لغة القوة السلمية او المادية هي اللغة الوحيدة التي يستمعون و يستجيبون ويفهمون بها لانها اللغة الوحيدة التي تشعرهم بالخوف من زوال كراسي السلطة و بالخطر علي مصالحهم الخاصة او الحزبية ، والشواهد كثيرة لا تحتاج الي اشارة او تدليل .
وفي هذه العجالة استعرض بعض دلالات ومعان النجاح الكبير والعظيم للاضراب التأريخي لاساتذة الجامعات :
فمن هذه الدلالات المهمة لنجاح الاضراب انه مس جوهر القضية والواقع المأساوي الذي يعيشه الاستاذ الجامعي وكشف عن حجم المعاناة التي اخذت بتلاليبه عندما عجز عن تسديد قيمة ايجار مسكنه وتوفير الطعام والشراب المناسب لاسرته وكثر دينه بسبب العلاج خارج التأمين ولاحقته ايصالات المدارس لدفع استحقاقات تعليم ابناءه وبعد ذلك كله اصبحت جيوبه خاوية علي عروشها من حق المواصلات والفطور للقيام بتدريس طلابه ، هذا الواقع الاليم هو الذي دفع الاساتذة للتجاوب الكبير مع الدعوة للاضراب املا في الحل وسعيا للنجاة والتخلص من هذه المعاناة التي اصبحت تهدد حياته ومستقبل ابناءه
وكذلك من اعظم انجازات الاضراب التفاف الاساتذة حول المهنية التي جمعتهم واذابت كل الالوان والاطياف التي كانت ترسم ملامحهم في مثل هذه الاحداث الا قلة مازالت تعيش في وهم المصلحة الخاصة او تتدثر بثياب الحزبية التي تعرت وبان عوارها ابان قضية مهنية بحتة واضحة كالشمس في رابعة النهار.
ومن الدلالات المهمة ايضا انكسار حاجز الخوف والرهبة الذي زرع في قلوب كثير من الاساتذة بالتخويف بالفصل من العمل او تعطيل حقوقه لو طالب بها وها هي جموعهم تخرج هادرة ملبية الدعوة للاضراب بلا خوف او هيبة من جهة وبلا حشد او ترغيب لان الخوف من المصير المجهول الذي يتنظرهم وينتظر اسرهم من جراء ضعف الراتب الذي لا يكفيهم لاسبوع واحد هذا الخوف من المستقبل القاتم اذهب الخوف من التهديد بالفصل الذي سوف يسعون اليه هم قبل ان يأتي اليهم فرارا ونجاة .
الالتفاف والاستجابة السريعة والكبيرة للاضراب الذي دعتهم اليه لجنة اساتذة الجامعات دل علي ان الشرعية تنبع من القاعدة المؤمنة بمن يطالب بحقها ويتفاني في الزود عنها وينال ثقتها بما يقدمه لها من قول صادق يتبعه العمل مخلص ومن هنا جاءت استجابتهم للجنة اساتذة الجامعات التي تكونت في رحم معاناتهم وولدت باسنانها في حجر آمالهم وطموحاتهم في العيش الكريم فلم تخذلهم حيث تبنت قضاياهم المشروعه بكل صدق وامانة وبقوة وباستقلالية تامة ومهنية عالية لم تخلط فيه المهنة بالسياسة ولم تستجب لدواعي الفرقة والشتات وتسامت عن المزايدات والمكايدات مما أعجز اقلام المرجفين من النيل منها بأي اتهام او تشويه لسمعتها او تخذيل لمسعاها.
ومن الدلالات المهمة ايضا الطرح الواضح لقضية الهيكل الراتبي والتأصيل القانوني له وقوةالحجة والمنطق والدليل الذي جعل بعد الجهات تحت اسماء عدة لا تلبث ان تسير في خط القضية وتطالب علي استحياء بما تبنته لجنة اساتذة الجامعات قبل عدة اشهر وخاطبت به الجهات المسؤولة .
ومن المعاني الكبيرة التي دل عليها نجاح الاضراب كذلك وعي الاساتذة وقمة فهمهم للواقع مما دفعهم الي عدم الخوف من حملات التخوين والاستعداء وهم يرون غيرهم تطبق هياكلهم الخاصة وينالوا حقوقهم كاملة ولم ولن يصدقوا الوعود ا ولا الورش واللجان باي فهم كان لا قضيتهم تطبيق قانون وهيكل مجاز مر بكل المراحل من ورش ولجان وتشريع قانون واصدار قرار بالتنفيذ ولذا يرفضون عودة قضيتهم الي المربع الاول والحالة الصفرية والتي تعني ضياع حقوقهم في اضابير اللجان والورش والوعود الكاذبة، ولقد لخص لي احدهم الفهم العالي للقضية بقوله ( نحن تاني ما بنمسك البقرة وغيرنا يحلب ويشرب ) مشيرا بذلك الي ان اساتذة الجامعات هم من يدفع ثمن استمرار العملية التعليمية واستقرار الجامعات والاخرون يستمتعون بامتيازات الوظيفة ومخصصاتها

كل الدلائل والمعطيات العملية لنجاح الاضراب تبشر بقرب ساعة النصر وانعتاق اساتذة الجامعات من ربقة الظلم وتضييع الحقوق وبداية لعهد جديد يتبوأ فيه الاستاذ الجامعي مكانته العالية في المجتمع وينال حقوقه التي تكفل له العيش الكريم له ولاسرته حتي يتفرغ للعلم والبحث وخدمة المجتمع ويقود ركب النماء لامته ويحقق التطور والازدهار لوطنه.

كلمة اخيرة
الحكومة لن تتحرك جديا الا بعدما تري الاضراب قد اثبت فاعليته في ارض الواقع فلا تتوقف الحركة والسعي وتنفيذ الاضراب حتي اخذ الحقوق كاملة ،اصبروا وصابروا واثبتوا انما النصر صبر ساعة.

الخرطوم ٢٠٢١/٩/٧

اترك رد