إبراهيم عثمان يكتب :  لجنة التمكين بين الغل والغلول !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

لجنة التمكين بين الغل والغلول !

كاذب من يقول إن أعمال لجنة التنكيل لا تقوم أساسا على الغل والتشفي، وكاذب من ينفي أنها بالغل تصادر وبالغلول تلهط ( الغلول : لخيانة في الفئ والغنيمة والأخذ منها خفيةً قبل التقسيم) :
– فقانونها، وطريقة تشكيلها والعضوية المنتقاة لها، يقولان ذلك.
– ولجنة استئنافاتها المعيبة تؤكده. والتغييب المتعمد للاستئناف، على علاته، يزيده تأكيداً.
– والرئيس السابق للجنة شهد بعدم خلو عمل اللجنة من التشفي والانتقام .
– وأسلوب اللجنة في اختيار الضحايا والتشهير بهم يقول ذلك. ويقوله تبشير أعضاء اللجنة بأنهم سيدوسونهم أكثر ويستمتعون “بالصراخ” ..
– ويقوله أيضاً ما يحدث من مصادرات من أشخاص غير مستهدفين في الأصل، لكن تطابقت أسماؤهم مع مستهدفين فكان جزاؤهم المصادرة فقط، وجزاء المستهدفين التشهير .
– ويقوله ما يحدث من مصادرات لممتلكات أشخاص غير مستهدفين لكنهم اشتروها من مستهدفين، فلم تُذكَر أسماؤهم ولم يُشهَّر بهم، ولم تأتِ اللجنة على سيرة البيع والشراء أصلاً ..
– ويقوله التوسع المستمر في صلاحياتها وتمددها في كل المجالات من أجل التأكد من أن التشفي يمضي كما يجب ..
– وإفادات وزراء المالية المتعاقبين لم تكن بعيدة عن اتهام اللجنة .
– وفي الواقع لا شئ غير الغل يجعل أنصار اللجنة يتغاضون عن الكثير من تجاوزاتها، وسرقاتها، ويعتبرونها “روح الثورة”، وعنوان نقائها وشرفها.. علماً بأن لجان محاربة الفساد لا يكفي أن تثبت براءة جسمها الرئيسي بعد ثبوت فساد جزء منها، وهو ما تسعى له اللجنة، بل ينبغي أن تكون فوق الشبهات.

تتصرف اللجنة مع ممتلكات المستهدفين، وممتلكات من تطابقت أسماءهم مع مستهدفين، وممتلكات من اشتروا من مستهدفين، تتصرف معها كغنائم حرب، تجمعها كيفما اتفق بقانون الحرب، وتوزعها كيفما اتفق في ظل فوضى الانتصار، وتقع عامدةً مختارةً في “الغلول” ، والأدلة على ذلك على قفا من يشيل:-
– الاكتفاء بابتزاز بعض رجال الأعمال الذين لا ينتمون إلى المؤتمر الوطني وعدم مصادرة أموالهم لأنهم لا يحققون هدف التشفي والتشهير.
– ظهور رأس جبل جليد الابتزاز المتمثل في قضية الشركة الصينية بعد التستر يقول ذلك .
– الجزء المكتشف من الحسابات المليارية يقول ذلك .
– التخريب والسرقات الكبيرة في بعض العقارات المصادرة يقول ذلك .
– تسامح جمهور اللجنة مع حالات الغلول ( ربما كحقوق للمقاتلين الذين كانوا في مقدمة الجيش المنتصر ) يقول ذلك.
– نوع اللغة التي استخدمها بعض المبتزين قبل اضطرار اللجنة لاعتقالهم يقول ذلك ( أنا من كنت وراء مصادرة كذا وكذا، وأنا من كشفت عن قضية كذا .. إلخ)، أي اللغة التي تثبت أنهم كانوا قادةً في مقدمة الجيش، وبالتالي يستحقون الحماية .
– ويقوله تستُّر اللجنة على حالات الغلول، وقتالها لآخر لحظة من أجل تغطية رأس جبل الجليد، قبل الاضطرار للاستسلام الجزئي .
– اعتبار الكشف عن رأس جبل جليد الغلول مؤامرةً ضد اللجنة، والزعم بأن الكشف يقف وراءه الفلول وتوعدهم بمزيد من الدوس والصراخ، وما حدث من تجهيز مؤتمر صحفي على عجل لهذا الغرض يقول ذلك ..
– و”مطالبة” الفكي بتفعيل لجنة الاستئنافات بعد سنتين من التغييب المتعمد، كحل ترقيعي قد يساهم في ترميم صورة اللجنة يقول ذلك . لكن من هو ذلك الذي سيطمع في عدالة استئناف معيب في قانونه، وفي تشكيله، وفي نواياه التي كشف عنها التغييب.

إبراهيم عثمان

اترك رد