بكري المدني يكتب : طفح الكيل!

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

طفح الكيل!

بالتزامن مع إعلان الشرطة القبض على قتلة شاب بحري الشهيد مازن الجيلي ورد على مواقع التواصل الإجتماعي أكثر من خبر لحالة إعتداء وقتل لذات الأسباب التى أدت لقتل مازن مع إختلاف في بعض التفاصيل هنا وهناك

أعلاه يعنى ان الشرطة يمكن ان تصل للقتلة في كثير من الأحيان وفي وقت وجيز لكنها لن تستطيع حماية كل الناس في كل مكان وفي وقت واحد

تطورت الشرطة ولكن الجريمة تطورت أيضا -زادت قوة الشرطة فزاد عدد المتفلتين – الخرطوم ما عادت الخرطوم ولن تعود ولن تستطيع الشرطة ولا أي قوة أمنية ان تحميها فدعونا لا تخدع أنفسنا !

ان الأمن حالة معنوية ونفسية في المقام الأول ان سقطت فإن استعادتها تحتاج جهودا جبارة لا توفرها القوة النظامية وحدها
ويكون سقوط الأمن بسقوط هيبة السلطة والدولة وسطوة المجتمع

لم تعد للدولة والسلطة هيبة فلقد تأثرت جدا أثناء وبعد التغيير الكبير الذي حدث في البلاد ولأسباب متعلقة بالتدافع الذى كان وما صاحبه من مشاعر ومواقف وما تلى ذلك من آثار لا تزال قائمة

حالة الإنكسار التى أصابت الشرطة والعديد من الأجهزة والملاحقات التى طالت بعض افرادها وقياداتها وما طال مؤسسات القوات النظامية من بعد كل هذا وغيره نزع عن الناس اعتبار تلك القوات والمؤسسات فتمدد النزع ليشمل المتفلتين الذين ما عادوا يرهبون أمام أي قوة نظامية أو قانون فوجد الناس أنفسهم مع المجرمين في (الصقيعة)!

لا أرى أن أي تحشيد أو عرض لمظاهر القوة النظامية يمكن ان تعيد الأمن للنفوس او تنزع الخوف من نفوس اللصوص فالأمر في تقديري يحتاج الى ماهو أكبر من قوة الشرطة و أعنى قوة المجتمع

مالم يفرض المجتمع قوته بنفسه ويحمي أفراده وممتلكاته فإن حالات الإعتداء والقتل عند الفجر في (الدكاكين)وفي المساءات عند الشوارع وعلى (الركشات)سوف يستمر ويصل الناس داخل البيوت وبأعداد اكبر مما هي واقعة اليوم ولن يترك الموت الناس وان اختباوا في باطن الأرض !

على قوى المجتمع وشبابه اليوم المبادرة بتنظيف كل مواقع تجمع المجرمين وسكنهم وان تفرق تجمعاتهم داخل الاحياء والأسواق وعلى الطرقات وان تأتي على مجالسهم في (الجمبات)فلقد طفح الكيل او كما قال عثمان ميرغني غفر الله له!

اترك رد