إبراهيم عثمان يكتب : هل ينجح الوكيل ؟

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

هل ينجح الوكيل ؟

صمتت قحت عن تعيين الوكلاء، وهذا صمت فصيح ممن اعتادوا على أن يكون لهم في كل أمر قول، فلو كان الوكلاء مستقلين فعلاً لما سلموا من انتقاداتها، ببساطة لأن قضيتها الأم الآن هي الاعتراض على احلال المستقلين مكان كوادرها ، إذن هذا الصمت يمكن أن يُتَرجَم إلى ( شكراً حمدوك ) على تعييناتك وإعفاءاتك التي أحلت الحزبيين محل المستقلين، ويمكن أيضاً أن يُترجَم إلى ( “كمِّل جميلك” وعين وزراء “مستقلين” من ذات الشاكلة)، لنصبح مثل الشيوعي؛ ننال ميزات الحكم ولا نتحمل مسؤوليته، وننال ميزات المعارضة ولا نعاني حرمانها. لكن يبقى السؤال المهم : هل ستتوفر ظروف النجاح لحكومة قحت الثالثة ؟

▪️ فشلت قحت وهي تمسك طوال أكثر من سنتين بتلابيب السلطة التنفيذية عبر القحاتة الأصلاء المعلنين واضحي الخطط والأهداف .. فهل ستنجح وهي تخطط للحكم عبر المسؤولين المتخفين خلف قناع الاستقلال أصحاب الخطط والأهداف الضبابية، وربما المتضاربة ؟
▪️ فشلت والنجاح كان مسألة حياة أو موت لنظام أسرف في الوعود ويبحث عن شرعية إنجاز تشرعن وجوده في السلطة بلا انتخابات لأطول فترة ممكنة .. فهل ستنجح ووجود ممثليها “المستقلين” في السلطة لا يزيد عن مجرد محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تمكين من أجل دعم المواجهة مع خصومهم داخل النظام عبر الحفر من الداخل ؟
▪️ فشلت وقاعدتها الصلبة من قاع المجتمع يعتبرون الحكومة حكومتهم المثالية فيدعمونها بوقف التخريب .. فهل ستنجح وهي تعود، بعد إنقطاع طويل، إلى بيانات الراندوك لحشد القاعدة الصلبة لمواجهة “الردة” عبر التتريس والتخريب والتعطيل ؟
▪️ فشلت وهي لا تكاد تقنع أحداً – إلا القابلين للاستغفال رغبةً أو جهلاً- بوجود تعطيل هو السبب الرئيسي لفشلها .. فهل ستنجح والتعطيل هو هدفها المعلن والذي يجد الآن حظاً معقولاً من التنفيذ ؟!
▪️ فشلت وقياداتها في الخدمة المدنية يقاومون أي دعوة الاضرابات والعصيانات المدنية .. فهل ستنجح والعصيان المدني أصبح سلاحاً رئيسياً بيدهم ؟
▪️ فشلت وهي تبيع كل المبادئ والثوابت، التي يتاح لها بيعها من موقع السلطة، ثمناً لرفع العقوبات .. فهل ستنجح وهي تبيع كل ما تستطيع بيعه من موقع المعارضة طلباً لإعادة فرضها ؟
▪️ فشلت وهي تدعم وتنظم حملات الشكر .. فهل ستنجح وهي تفوض الصمت ليعبر عن شكرها له على التعيينات، وتطلق ألسنتها باتهامه بالخيانة ؟
▪️ فشلت وهي تكمم الأفواه الناقدة للسلطة .. فهل ستنجح وهي تطلق أكثر الألسنة فحشاً على السلطة التي تريد التمكين فيها بلا مسؤولية، وتريد إسقاطها ؟

إبراهيم عثمان

اترك رد