العيسابي يكتب: عن درسٍ بليغ قدمه مواطن سوداني بنهر النيل في “خدمة الوطن”

اليوم توقفت عند درس رائع وبليغ في توظيف البعض لمهاراتهم وقدراتهم وبذلها في أوجه الخير، وبناء الأوطان، والمواظبة على ذلك العمل يومياً، وإن كان قليلاً في نظر البعض، ولكن العبرة في المداومة عليه وتراكمه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ).

فقد أثار مواطن سوداني بولاية نهر النيل، شمالي السودان، إعجاب أهالي المنطقة، بتقديمه لدرس بليغ يومياً في عمل الخير و “بناء الأوطان” وهو يقوم بعمل يومي من أجل النشىء والتعليم في منطقته.

هذا الرجل الذي ترونه في الصورة، لا يحمل كرسياً فحسب، بل يحمل مستقبل أمة على عاتقه!

ففي كل يوم، يدخل صباحاً، مدرسة المغاوير بولاية نهر النيل شمالي السودان، ليأخذ كرسي لينسجه خلال اليوم أثناء مزاولة عمله الخاص – بالمكتبة القريبة – من المدرسة ويسلمه لإدارة المدرسة فى اليوم التالي، ثم يأخذ كرسيا غيره و هكذا، وهو يقوم يومياً بصيانة مقاعد التلاميذ!

ألم يقدم لنا هذا الرجل درساً قيّما بهذه المبادرة، في بذر خير ينفعنا في آخرتنا، وإيقاد شمعة بدلاً عن لعن الظلام؟!

كم منا يستطيع أن يبذل من مهاراته وقدراته وعلومه التي يتقنها، لينفقها في محيطه تزكية للنفس وشكراً على النعم وطلباً للثواب وصدقة جارية و بناءً للوطن.
#بقلم/ محمد الطاهر العيسابي

اترك رد