الفاتح داؤد يكتب : (هاك ) القضارف ازمة إدارة وغياب رؤية

السودان

القضارف : الرآية نيوز

الفاتح داؤد يكتب :

(هاك )القضارف
ازمة إدارة وغياب رؤية

مفوضية العون الانساني (هاك)هيئة حكومية سودانية،اقتضت دواعي انشاءها في العام (1985)م،ان تتولي القيام بأعمال الإشراف والمتابعة والتنظيم والرقابة لجميع انشطة المنظمات الدولية والوطنية العاملة في الفضاء الإنساني في السودان .

بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل في (2005م) شهدت (هاك) جملة من التغييرات في منظومة القوانين واللوائح حتي تتوائم مع التحولات السياسية الجديدة في البلاد ،إلا أن هذه التغييرات قد تم تطبقها بإنتقائية غلب عليها الطابع الأمني ، وبعد حراك ثورة ديسمبر كان الرجاء ان يشهد النشاط الإنساني مزيدا من الشفافية والنزاهة، مع إحكام الضوابط المنظمة له حتي لا يتجاوز الخطوط الحمراء التي قد تعرض الأمن القومي للاختراق .

ومع دخول عشرات المنظمات الدولية الي شرق السودان تزامنا مع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبين. فقد حول الكارثة الإثيوبية ولاية القضارف الي مركز ضخم للنشاط الإنساني في السودان ،حيث بلغ مجمل المنظمات الدولية العاملة في القضارف نحو(33) منظمة اجنبية، مقابل (85) منظمة وطنية ، وقد شكل هذا العدد الكبير من المنظمات الدولية ،مصدر ارتباك للسلطات الحكومية بالولاية، التي عجزت في التعامل مع الملف بإحترافية نتيجة لاختلالات بنيوية وفنية نتجت عن افتقار حكومة الولاية الي رؤية استراتجية في التعامل مع الملف بإرتدادته المختلفة،التي تأثرت به القطاعات الخدمية في المجتمعات المستضيفة(البني التحتية ،الصحة،البيئة الخ)، كما فتح الملف الابواب حول جملة من الملاحظات حول أداء (هاك) القضارف ، التي في حاجة إلي إصلاح موسسي عاجل حتي يتسني لها أداء واجباتها باحترافية،فلا يعقل ان تدار هيئة حكومية ذات مهام استراتجية بلا هيكل اداري يوضح المهام ويحدد الاختصاصات،كما ورد في المادة (18) من قانون العمل الطوعي لسنة (2006)، وكيف يتسني لكادر مهني(مؤقت) بلا سجل وظيفي أن يشرف علي إدارة ملفات حساسة ودقيقة مثل إجراءات تسجيل المنظمات و الجمعيات الطوعية،ووابرام الاتفاقيات الفنية،و المسوحات العامة دون سابق تجربة ،كما كشفت مصادر إن مكتب المفوض نفسه يقوم علي إدارة مهامه كوادر إدارية تم انتدابهم من مؤسسات حكومية مختلفة، دون معايير فنية اوضوابط مهنية،وفي مقابل ذلك تم تهميش ونقل الخبرات من الموظفين السابقين بصورة تعسفية لم تخلو من ظلال سياسية، كما بدأ لافتاً ان المفوض الحالي ليس محل إجماع وسط كوادر المنظمات الوطنية، التي أبدت استياءها من طريقة ادارة النشاط الإنساني بالولاية الذي وصف بالتخبط والفوضي ، كما رسخت طريقة ادارة المفوض التي سمحت بتدخل بعض النشطاء السياسيين في عمل المفوضية في وضعها في مرمي نيران الشركاء الوطنيين، فيما تحسر البعض علي تواضع المبني الحكومي (البائس شكلا ومضمونا) الذي تدار. منه أنشطة المفوضية ولايليق بواجهة حكومية استراتجية.

كسرة :
لنا عوده للحديث عن
الحساب البنكي الضجة ودور رجل الظل في إبرام الصفقات،ومخازن بعيدة عن عيون الرقابة
الصحفي الفاتح داؤد،

اترك رد