يوسف احمد عبد الجبار يكتب : الـــعــــسكــر والاســــتبـــداد

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

يوسف احمد عبد الجبار يكتب :

الـــعــــسكــر والاســــتبـــداد

عودتنا الانقلابات العسكرية في السودان على اغتصاب السلطة وفرض الوصاية على كافة البلاد والاستيلاء على الحكم والانفراد بالقرار السياسي، وبتدبير شؤون الشعب كما يحلو لقائد الانقلاب أو الجنرال. وكما عودتنا الأنظمة العسكرية على الفساد والاستبداد وسوء الإدارة.

أن حكم العسكر تثبت انها لا تؤمن بالتناوب على السلطة ولا بديمقراطية صناعة القرار والحكم والإدارة الجيدة للموارد المادية والبشرية للبلاد. هنا تجدر الإشارة إلى أن صفة الاستبداد، تشمل الحاكم الذي تولى الحكم بالغلبة وفي خدمته إحدى الوسيلتين العظيمتين، جهالة الأمة، والجنود المنظمة.

وهما أكبر مصائب الأمم وأهم مصائب الإنسانية، وقد تخلصت الأمم المتمدنة نوعا ما من الجهالة، ولكن بليت بشدة الجندية الجبرية العمومية، وأنها عارا على الإنسانية اذ تمارس أقبح أشكال الاستبداد، أعظم ما يمكن أن تفعلها الجندية هي إفساد أخلاق الأمة حيث تعلمها الشراسة والطاعة العمياء، وتميت النشاط وفكرة الاستقلال، الاستبداد أعظم بلاء لأنه وباء دائم بالفتن والتسلط المستمر بتعطيل الأعمال، وحريق متواصل بالسلب والغصب، وخوف يقطع القلوب، وظلام يعمي الأبصار، وقصة مأساة لا تنتهي.

وإذا سأل سائل لماذا يبتلي الله عباده بالمستبدين؟ فأبلغ جواب هو: إن الله عادل مطلق لا يظلم أحدا، فلا يولي المستبد إلا على المستبدين. ولو نظر السائل نظرة الحكيم المدقق لوجد لهؤلاء مساندين لا يتطاول في استبداده بغير معاونة المحيطين به، رجال وأشباه الرجال، والدمى البشرية التي يحركها كما يشاء يهللون له عندما ينطق، ويطيعونه في كل الأمور ويتذللون له، يهتفون باسمه، ويقولون له نحن فداك، يؤيدونه عندما يقتل، وعندما يسرق ويبررون أنه يفعل هذا من أجل الوطن، يعتقدون دائما أن الحاكم هو المنقذ والمخلص الوحيد مما هم فيه. ويختزل المستبد مصلحة الوطن في بقائه في السلطة.

يكون علاج الاستبداد على أربعة محاورا علمية وهي: الحرية والمساوة والدمقراطية ووسائل تقييم الإصلاح. ويجب أن تكون القوات المسلحة، ضلع اساس لحماية البلاد من الاعتداء الخارجي ولا يمكن استخدامها ضد ابناء الوطن. بعيدة عن الاستبداد، تعمل وفق عقيدتها.

اترك رد