بدرالدين حسين علي يكتب : قناة الجزيرة.. المهنية فى محك..!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب
بدرالدين حسين علي يكتب :
قناة الجزيرة.. المهنية فى محك..!!

قناة الجزيرة التى اسست رؤيتها على سعيها للحقيقة بجسارة، وان تكون صوت من لا صوت له، يبدو ان معيارها في ان تصبح صوت من لا صوت له قد تجاوز قيم القناة التي قامت عليها، وان الرسالة الاعلامية ما عادت تتحكم فيها رؤية القناة ولا ترسم خطها رسالة القناة ولا توجهها قيم القناة، انما اصبحت هنالك مؤثرات اخري هي المتحكم في صناعة السياسة التحريرية للقناة.

لقد ظلت قناة الجزيرة مع تقدم عمرها الاعلامى تحيد عن جوهر رسالتها، وتصبح فاعلا سياسيا يتدثر بالة اعلامية ولعل الشواهد في ذلك لا تعد ولا تحصي.

فان كان في صدر قيم قناة الجزيرة النزاهة والاحترام، فان القناة تجاوزت ذلك وهي تعرض فلما وثائقيا عن الصومال والقاء النفايات السامة فيه، فاستند الفلم في احد رسائله علي رسالة استخدمت قبل سبعة عشر عاما من انتاج الفلم من قبل وزارة الدفاع في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقد تبع ذلك العديد من السقطات،مثل حادثة مدير مكتب الجزيرة في بيروت غسان بن جدو وهو يحتفي بالعائد من سجون العدو الصهيوني سمير قطان، وقصة استقالة المراسل اللبنانى على هاشم، وغيرها.

الا ان مواقف قناة الجزيرة فى السودان ما بعد الثورة السودانية اتسمت بالعديد من المواقف التي تجعل القناة تسقط في مستنقع الاجندة الخاصة التي اصبحت الموجه لتناول الشأن السودانى.

فقد ظل التناول للاحتجاجات في السودان فيه الكثير من المبالغات ودخلت قناة الجزيرة طرفا في الصراع بين المكون المدني والعسكري، حيث عرضت العديد من مشاهد المظاهرات من ارشيف القناة باعتبارها بثا مباشرا، وتارة تنقل مشاهد لمظاهرة منتصف النهار وعلي شاشتها مكتوب ليلا عبارة قبل قليل مما افقد القناة مصداقيتها.

ثم كان تقرير فوزي بشرى الذي اظهر بوضوح كيف تتعاطى القناة الحدث السوداني من منظور احادي، وصف المعتصمين امام القصر الجمهورى باوصاف لا تمت لميثاق الشرف الاعلامي بصلة (خلق كثير من المنبتين سياسيا، جاءت بهم دعة العيش فى الاعتصام والزمان مسغبة، وجاء بهم إغداق العطايا والزمن فقر) هذا وصف تقرير فى قناة تتحدث عن قيم عملها الاعلامي القائمة على المصداقية النابعة من الالتزام بالمهنية، والمهنية هنا منهم عند مفترق طرق.

اما بثها لمحتوى اعلامى مخالف لسلوك واعراف واخلاق الشعب السوداني ودخول الفاظ يعف اللسان عن ذكرها لكل بيت سودانى فهذه جريمة لا يغفرها التاريخ لهذه القناة.

وفوق هذا وذاك فقد تجاهلت القناة تظاهرة امها الالاف من السودانيين منددين بتدخل فولكر السافر في الشأن السياسى السودانى الداخلي.

لذا فان اغلاق مكتب الجزيرة مباشر او كل مكتب الجزيرة في السودان لن يجد من يبكى علي هذه القناة التى داست علي كل قيم عملها الاعلامى واصبحت متجاوزة لعملها الاعلامى لتصبح موسسة سياسية من الدرجة الاولى.

اترك رد