بدر الدين حسين علي يكتب : للسبت ترويح

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
للسبت ترويح

سيدى هأنا اكتب اليك والزمان غير الزمان، وكل سلطتك وصولجانك واحساسك بانك فوق القانون، غربت شمسها فى لحظة، حتى دكت الباطل دكا، فجعلته من اسوأ صفحات تاريخ ثورة في بلادنا كان مهرها الارواح والدماء، فتلوثت بافعالك وافعال عصبتك البغيضة.

سيدى كنت وعصبتك تعتقدون انكم تحكمون بامر لينين وميشيل عفلق، لذا كنتم تملأون البلاد جورا وظلما، منطلقين من احقاد ذاتيه ونفوس مريضة، وشهوة للمال والسلطة لا تحدها حدود، وحينما انحسر كل ذلك عنكم كالماء السراب اصبحتم تواجهون الاتهامات من كل صوب وحدب، لان الحقوق لا تسقط وان تطاول ليل الظلم.

سيدي ان من الموسف ان يصبح حامى الناس بالقانون هو من يقبع بين جدران السجون متهما، بعد ان اكل مال هذا، وظلم ذاك، واستغل وظيفته التى هي اول ابواب العدل، وبوابة محاصرة الجريمة قبل وقوعها، ليظلم الناس وينتزع حقوقهم، وبذات صفة دفع الظلم عنهم.

سيدي ان ما يندى له الجبين، انك اصبحت (رباطى) برتبة رفيعة، تساوم وتهدد الآمنين وتبتزهم لتكنز اموالهم لصالحك، وانت فى ثوب الصلاح متدثرا، قائما بافعال المجرمين.
سيدي لقد اخترت لنفسك طريقا وعرا سرت فيه، ووجد فيك عصبتك ضالتهم فاستغلوك الي اقصى حد يمكن تصوره، والان هم يمرحون خارج القضبان وتمكث انت فيه مهانا، ولن يسألوا عنك فانت بالنسبة لهم ورقة امتلأت ودفعوا بها الى سلة المهملات.

سيدى سترتفع البلاغات يوما بعد يوم وانت قابع في محبسك، حتي تظن ان ما تبقى لك من عمر سيكون في محبسك.

سيدي ان رحمة الله وسعت كل شى، فلا تقنط من رحمة الله، انك بحاجة للتصالح مع نفسك اولا عودة الى الحق، ثم عليك ان تعترف بكل ما ارتكبت من ظلامات مع عصبتك الضألة، حتي تعود الحقوق لاصحابها، ثم اطلب من الذين وقع عليهم ظلمك العفو، حينها يقدر الله لك الخير.

سيدى انك لم تقرأ التاريخ، لانك ان قرأته ما اوقعت نفسك في هذا الهلاك، ولا اخذتك عزتك بالاثم، فصورت لك انك الجبار الذي لا يقف في طريقه احد، وهانت اليوم ضعيف لا حول لك ولا قوة

تحولت من خانة السجان الي خانة المسجون، فقم الي نفسك طهرها، والا فانتظر الساعة.

اترك رد