حلمي فارس يكتب : حُكم العسكر ما بِتشكر، خلاص، جيبوها المدنياااااو

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

(شِقُ كَلِمَة)

حلمي فارس يكتب :

حُكم العسكر ما بِتشكر، خلاص، جيبوها المدنياااااو

نعم (حكم العسكر ما بتشكر )، والعسكر، من أعلى رتبهم إلى أحدث مستجديهم، هم أكثر الناس يقينا” بأنهم (ناس دواس) و (أهل نقعات ووحوش غابات) و (فرتاقين مكائن العدو وشقاقين صناديقه) وأنهم ما خُلقوا ولا تأهلوا في معاهدهم المختلفة ولا أداء قسم الولاء لله والوطن والجيش إلا ليكونوا في (محل الحارة الموقدة نارها) التي لا يحتمل اوراها إلا الرجال من أمثالهم الذين تم تدريبهم لمثل هذه الملمات ، وعند العسكر فإن الجلوس في ( الضلله الباردة، وهمبريب المكيفات) عندهم شينه وعيبه و (شيمفوول)، ولا يروق للعسكر مخالطة أهل الجدال ولا مواضع الخلافات والمشادات، بل إنهم، إن إشتد إنكراب قاشهم، يرون كترة القعدة وكترة النضمي والمحاججة مع إخوتهم المدنيين من أنواع ال(شيمفوول) الذي يتحاشونه وما أستطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعلمون علم اليقين أن سوح السياسة ودنسها وخبثها وغدرها محرمة عليهم بقانونهم، فأصبحت تعافها أنفسهم كما يعاف سليم الذوق الجيفة، كما أنهم يعلمون أنهم ليسو ممن يصلحون في عامة أمرهم لإدارة شئون الدولة التنفيذية بحكم طبيعة تأهيلهم، لذا لا يسوءهم أبدا” ما يُهرف به من هتافات جوفاء من شاكلة (حكم العسكر ما بتشكر) و( الجيش للثكنات) من هتيفة الأحزاب ممن يظنون أن العسكر يرغب في سلطة تحكم البلاد، والعسكر أزهد ما يكونون في سلطة تشقيهم ولا تضيف لهم شئيا.

إلا أنه،وكذلك فإن ( شتم العسكر ما بيتمرر )، فالعسكر بحكم تربيتهم ذوو عزة وكرامة ونخوة ورجولة وإباء لا يقبلون إهانة ولا إستحقار ، وكرامتهم الإنسانية والمهنية دونها أرواحهم والمهج، فالذين خرجوا و يخرجون لسوح القتال في الغابات والأدغال كالأسود تحت صفير الدانات و دوي الراجمات لن يخفيهم صياح وهتاف صبية ونواعم في شوارع الخرطوم الباردة، ولن يحرك صياح الصغار المغرر بهم شعرة من قناعات العسكر بضرورة حماية أمن وسلامة الوطن و إخراجه من أزمته السياسية الحالية إلى صندوق الانتخابات النزيهة المراقبة دوليا ليسلموا أمانة البلاد لمن يختاره الشعب، ولن تسلمه لفئة قليلة من الأحزاب لا يمثلون الشعب ولا مطالبه وأحلامه وتطلعات، والعسكر قالوها بدل المرة عشرة، أنهم لا رغبة لهم في سلطة ولا حاجة لهم في حكم البلاد، بل هم يعتبرون ذلك إخراج لهم من سوح عشقهم إلى سوح يمقتونها، وقد طالبوا ويطالبون القوى المدنية للتوافق وتشكيل حكومة وطنية مستقلة تتولى إدارة البلاد لحين الوصول لصندوق الانتخابات، فما المانع من التوافق ؟ ومن الذي يعرقله !؟

إن كانت القوى السياسية المدنية جادة وصادقة في مسعاها للتحول الديموقراطي المدني فما الذي يمنع القوى المدنية من أن تعيد تجربة (دائرة الصحافة- جبرة) في إنتخابات العام ١٩٨٦حيث إجتمعت وتوافقت الأحزاب من أقصى يمينها الطائفي لأقصى يسارها الشيوعي وأتحدت وأختارت مرشحا” واحدا” لينازل المرحوم الدكتور الترابي فأسقطته وفاز مرشحها!! ما الذي يمنعها اليوم من أختيار ثلاث مدنيين اكفاء مستقلين لمجلس سيادة مدني كامل المدنية وشخصية وطنية مستقلة لرئاسة حكومة إنتقالية مدنية والدفع بهم في مقترح مجمع عليه لتولي إدارة الفترة الإنتقالية ، ليعود العسكر لثكناته مشكلا” المجلس الأعلى للدفاع والأمن الوطني ؟ على ان تعود الأحزاب إلى الشعب لترفع وعيه وتخدمه بما تستطيع و تحشده لبرامجها السياسية والإجتماعية والثقافية وتكسب وده ليرفعها ويشرفها بأصواته إن جاءت الإنتخابات القادمة.

قيل ويقال: بدلاً من أن تلعن الظلام، أوقد شمعة، فيا أيتها الأحزاب ال 124 حزب بالبلاد، ( عليكم الله يااخ ) بدلاً من لعن العسكر والإساءة لمؤسسات الدولة السيادية، وإغلاق البلاد و تعطيل مصالح العباد، هاتوا حكومتكم (المدنياااااااو) بتوافق وطني عريض وليس بالضرورة بإجماع وطني كامل وأرفعوها لمجلس السيادة الذي سيسعد بأن يقدم إستقالته ويسلم البلاد لحكومتكم المدنية المختارة، حينها ستجدون قادة الجيش و(العسكر) ينحرون الثيران ذبائح إحتفالاً وفرحا بإنعتاقهم من تحمل أمانة الوطن الإضطرارية، و سيقيمون الأفراح و الليالي الملاح إبتهاجا بعودتهم لثكناتهم ومهبط سعادتهم، فما تبقى لهم ليؤكدوا ذلك إلا أن تخرج جموع العساكر للشوارع تهتف: مدنياااااااااوووو، وهم ممن لا يليق به ذلك.

اترك رد