د.أمين حسن عمر يكتب : هيكلة الجيش

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

هيكلة الجيش

قال :

لماذا هذا الحديث الكثير عن هيكلة الجيش والقوات النظامية؟وماذا يقصدون بالهيكلة؟

قلت

الهيكلة من بناء هيكل يشاد عليه البناء. كأن تبني أعمدة وسقوف بناء ما قبل أن تبدأ في تشييده بالطوب أو الخشب أو أيما وحدات بناء إستنادا على الهيكل… لكنهم مثل عادتهم يترجمون عن اللغة الأنجليزيه ترجمة سيئة فهم يقصدون كلمة
Restructuring
وهي تعني أما أعادة بناء قد تهدم أو هدم بناء لأعادته على نسق مختلف
وهذه لا تعني الهيكلة بحال من الأحوال لأن الهيكلة هي بناء هيكل جديد.

قال:

وماذا يعني هؤلاء بالهيكلة ولماذا هي مهمة إلى هذا الحد؟

قلت:

هم في الحقيقة لا يهمهم كثيرا أعادة البناء كما تنبيء المفردة بل الذي يهمهم أكثر هو التفكيك وشعارهم غير المنطوق هو والمسكوت عنه (فكك بس) وهو صنو شعار (تسقط بس) فتسقط بس هو ذات شعار فكك بس

قال :

ولماذا يريدون تفكيك الجيش ولماذا يعيرون الأمر كل هذه الأهمية القصوى؟

قلت:

لو أجبتني من هم ؟
لعرفت الأجابة بنفسك فهم ذاتهم من قاتلوا الجيش لعقود عديدة لفرض مشروعات التبعية عليه وعلى الوطن بينما تشاد الجيش للدفاع عن مشروعات الوطن و هم لا يعجبهم حال الوطن ولا نهجه ولا طرائقه و لا يعجبهم دينه ولا أعرافه وتقاليده ولا مؤسساته جميعا… ويريدون تفكيكها طوبة طوبة وهدم هيكلها لأقامة نظام على نسق جديد غربي الوجه والسنح نيو ليبرالي الفكرة والعقيدة وهو ما يملى عليهم من الخارج من رعاتهم و أولياء نعمتهم وسلطتهم التي كانوا عليها.

قال:

ولماذا يريد الخارج تفكيك الجيش ؟

قلت:

قد تعلم أني قد ظللت لعقود في مفاوضات يرعاها من يتسمون بأسم أصدقاء السودان.. وهم في الحقيقة أصدقاء الطرف الآخر الذي يواليهم و يوالونه… وقد وضع مطلب تفكيك الجيش أمامنا منذ العام 2002 في مفاوضات مشاكوس ثم نيفاشا وكان سببا في انفضاض جولة ناكورو في مرحلة مفاوضات مشاكوس بكينيا عندما أقترح الوسطاء تفكيك الجيش وأعادة بناءه من بعض عناصره وعناصر الجيش الشعبي؟ يومها قال الرئيس عن وثيقة ناكورو ( خليهم يبلوه ويشربوا مويتها) ثم أعيد وضع المطلب ذاته أمامنا في أبوجا و الدوحة وكانت الصياغات تأتي بلغة أنجليزية صميمة ليس فيها لكنة ولا تعتعتة.

قال:

ولماذا يريدون ذلك؟

قلت:

لأنه جيش وطني يؤمن بعقيدة أهل البلد ويحلم بما يحلمون به ويستخزي مما يستخزون منه وهو لا يريد أن يكون تابعا لأحد ولا يريد أن يفعل ما يمليه (ولد مقنعة أو حاسرة ) عليه
وهم في الخارج المعني يصنفون كل وطني بأنه إسلامي وكل إسلامي بأنه متطرف و مشروع إرهابي.

قال:

وما الجيش إلذي يطمحون اليه؟

قلت:

جيش هجين من مليشيات مؤاتية وحركات موالية وعناصر عسكرية رخوة تؤمر فتمتثل وتنهى فتمتنع؟

قال:

وهل يمكن أن يحدث هذا.

قلت:.

ليس في السودان على وجه التأكيد

د.أمين حسن عمر

اترك رد