تقرير : “حديث البرهان عن تهيئة المناخ للحوار” أصداء وردود أفعال القوي السياسية والثورية

السودان

رصد : الرآية نيوز

رحبت القوي السياسية والجبهة الثورية ومحللون سياسيون بحديث رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، عن الشروع في إجراءات لتهيئة المناخ للحوار والتوافق السياسية، تشمل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين قال إنهم سيكونون طلقاء خلال يومين أو ثلاثة أيام استجابة لنداءات تهيئة المناخ للحوار ، بجانب استعداد الجيش للتنحي وتسليم السلطة للمدنيين حال حدوث توافق بين القوى السياسية.

وشككت بعض القوي الثورية في حديث البرهان واعتبرته مكرر ، فيما تفاءل محللون سياسيون وقوي سياسية بحديث رئيس مجلس السيادة لتهيئة المناخ للحوار والتوافق وتوقعوا أن يتبع البرهان الأقوال بالافعال.

ترحيب الجبهة الثورية

ورحبت الجبهة الثورية بحديث الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، بشان البدء في اجراءات بناء الثقة وتهيئة المناخ للحوار والتوافق، والتي كانت الجبهة الثورية قد طالبت بها خلال مبادرتها التي أطلقتها بشأن حل الأزمة السودانية.

ووصف الهادي بخيت ورئيس الجبهة الثورية، تصريحات البرهان بأنها خطوة إيجابية وتدفع بمبادرة الجبهة الثورية إلى الأمام، مؤكدا أنها اتجاه إيجابي يفتح المجال واسعا أمام الحوار الشامل بين كل السودانيين وقوى الثورة.
وأعرب الهادي عن تفاؤله بقرب التوصل للحل للأزمة السودانية بتوافق كل قوى الثورة بما يحقق التحول الديمقراطي الذي ينشده الجميع.

ترحيب القوي السياسية

ورحب البروفيسور البخاري الجعلي مساعد رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل، بحديث رئيس مجلس السيادة، عن إجراءات تهيئة المناخ للحوار والتوافق.

واضاف دكتور بخاري الجعلي: حديث رئيس مجلس السيادة بالأمس عن الوضع الماثل في السودان تاكيد لما سبق ان ادلى به عندما اطلق كلمة الوفاق لاول مرة قبل عدة أسابيع مقترنة بضرورة إجراء انتخابات عامة عاجلة كبديل إذا أخفق السودانيون في التوافق لحل أزمة السودان الامر الذى يشير الى أنه يعنى ما يقول فيما ذهب إليه من مذهب، فاليقين لا يزول بالشك، والراى عندنا في الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل ان ناخذ الامر ماخذ الجد، فالتباطئ ليس في مصلحة الوطن ، وندعوا كل القوى السياسية ان يكون موقفها كذلك.

تحمل المسؤولية التاريخية

ودعا دكتور بخاري الجعلي، الجميع للسمو والارتفاع الى مستوى المسؤولية وأن يكونوا منسجمين ومتناغمين بما قبلوا في الماضي لان الأصل لمن سعى في نقض ما تم على يديه في الماضي فإن سعيه مردود عليه وهذا الأصل ينسحب على كل الاحزاب السودانية بمختلف مسمياتها وكذلك على بقية القوى السياسية في السودان دون حاجة إلى بيان، فالوطن العزيز الجريح فى مفترق طرق افضلها أسوأ من احسنها.

واضاف: من واجبنا كساسة وقوى سياسية ومفكرين ومثقفين ان نتحمل المسؤولية التاريخية وان نستلم الرسالة
بفهم وعقل مفتوح ويكون ذالك بالافصاح عن قبولها والعمل على وتطويرها لنصل الى كلمة سواء إن جوهر مفهوم الوفاق فى القضايا الوطنية الا يخضع لحساب المكسب لهذا والخسارة لذاك. بل ان شرعة الوفاق هى ان الاطراف المتنازعة كلها تكون قد كسبت الرهان، والرهان هنا هو السودان، ونحن فى الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل لا نشك اطلاقا بان كل القوى السياسية وان تباينت اطروحاتها حول الموقف الراهن فان مواقفها تستهدف فى مجملها انقاذ الوطن العزيز الجريح وحمايت مصالحه العليا ، ولن يغفر التاريخ لكل القوى السياسية ان تتوسل للقوى الأجنبية لكي تعالج لنا مشاكلنا ونظل نحن رهين المماحقات التى لاطايل منها، والقول بخلاف هذا هو ان يكون مأل الوطن العزيز الجريح حصاد الهشيم، وهذا ما نثق بلا حدود بأنه لا يوجد سوداني واحد يريده لوطننا العزيز الجريح.

رأي القوي الثورية

وفي السياق نفسه وصف المهندس عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث والقيادي بالحرية والتغيير، حديث البرهان عن تهيئة المناخ للحوار والتوافق، بانه اسهاب فى العموميات، وتناول فضاض للقضايا الجوهرية فى مناسبة اجتماعية ، وان الجديد فى الحديث الاعتراف بالفشل والهزيمة التى منى بها مخطط قوى الردة وبعد اكثر من سته اشهر ، الا ان الاعتراف اقترن بالميل الدائم لتحميله لطرف آخر ، وتبرئة الذات ، وعزل الاعتراف بالفشل عن اسبابه وهى اولا اسهامه فى اعاقه الانتقال الديمقراطى باستقواءه بقوى الردة.

اطلاق المعتقلين

واضاف الناطق الرسمي باسم حزب البعث: تجديد الحديث عن ان المعتقلين من قيادات الحرية والتغيير ولجنة التفكيك ولجان المقاومة ليسوا معتقلين وانما يواجهون بلاغات، فى الوقت الذى يصدر فيه الاوامر لتوطين واعادة تمكين الفلول ،واطلاق سراح من هنالك فى مواجهتهم بلاغات اعتمدتها النيابة وتندرج فى طائلة القضايا الكبرى ،غسيل الاموال والارهاب،بل وابطال مفعول كل المكاسب الوطنية والاقتصادية التى حققتها لجنة التمكين.

بناء جبهة شعبية

وأكد خلف الله، انه لا يمكن ان تتحقق اية حلول فى اطار السلطة الانقلابية، فالانقلاب هو التناقض الاساس لقوى الديمقراطية والتغيير ، وعجزه وفشله واعترافه محفزات لاستكمال بناء اوسع جبهة شعبية من قوى الديمقراطية والتغيير لاسقاطه بالارادة الشعبية بسلاحها المجرب الاضراب السياسي والعصيان المدنى.

رسائك لجهات متعددة

ويري اللواء أمين اسماعيل المحلل السياسي والخبير العسكري، أن حديث رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، عن إجراءات لتهيئة المناخ للحوار والتوافق، يحمل رسائل لجهات متعددة، من بينها رسالة للقوي السياسية والأحزاب بأن المكون العسكري قد وضع أمام نفسه تحدي، بأن يقدم خطوات في الأيام القادمة لتهيئة المناخ للحوار والتفاوض مع مختلف أطراف الأزمة السياسية ، ورسالة للجان المقاومة بأن ياتوا إلي الحوار المباشر وربما المشاركة في البرلمان ومؤسسات الفترة الانتقالية، ورسالة للالية الثلاثية التى تضم رئيس بعثة الأمم المتحدة وممثلي الاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد، بأن السودانيين قد حزموا أمرهم بأن يكون الاتفاق داخليا وستتم تهيئة المناخ لمبادرة الجبهة الثورية التي تنال مباركة المكون العسكري الي جانب أن هنالك لجنة الحكماء التى تجتمع عندها كل المبادرات لتقديم خارطة طريق للاتفاق عليها.

تحدي كبير

واضاف اللواء أمين اسماعيل: رئيس مجلس السيادة، وضع نفسه في تحدي كبير باعتبار أن الأقوال ستتبعها أفعال ، كما أن هذه المرة الوقت ضيق وليس هناك وقت طويل للفترة المتبقية من عمر الفترة الانتقالية، وأن أي تعديلات دستورية جديدة تتخطى الوثيقة الدستورية تعني تمديد الفترة الانتقالية، مما يدخل الأزمة السياسية في تحدي جديد، كما أن شركاء سلام جوبا ينتظرون ما سبسفر عنه الحوار والتوافق السياسي بشأن حكومة كفاءات وطنية ام محاصصة وهذا تحدي جديد يلزم الحركات الموقعة على سلام جوبا أن تأخذ طريق واضح من الخطوات التي سيتخذها رئيس مجلس السيادة خلال الأيام المقبلة.

استصحاب لجان المقاومة

وتوقع اللواء أمين اسماعيل، صدور قرارات لتهيئة المناخ للحوار والتوافق، ودعا الحكومة في هذا الصدد إلى ضرورة استصحاب لجان المقاومة التى ثبت أنها تقود الشارع وتستحق أن تشارك في البرلمان ومؤسسات الفترة الانتقالية بناء على الاتفاق القادم أو التعديلات الدستورية المزمع القيام بها في الوثيقة الدستورية السابقة.

توفير مطلوبات الحوار

وفي السياق ذاته يري الاستاذ محمد عبدالعزيز المحلل السياسي، ان وعود البرهان حول اطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ تندرج في اطار توفير مطلوبات الحوار.
واضاف: اما مسالة التوافق السياسي فامر اخر يتطلب استعادة السلطة المدنية وتامين مسار الانتقال الديمقراطي وهو ما يتطلب ابعاد العسكريين عن السياسة، وتوافق قوى الثورة على برنامج حد ادنى يحافظ على وحدة واستقرار السودان ويضمن نجاح التحول الديمقراطي، ومضى إلى القول : على العموم هناك طريقان احدهما يقوم على تسوية تستعيد السلطة المدنية وتامن المسار الديمقراطي، والاخر يمضي في ذات المسار إلا انه محفوفا بالمكاره.

تقرير : ST

اترك رد