حوار : “الفاتح علي حسنين” السودان سيعود كما كان وأفضل وهذا البلد الطيب لن يضام

السودان

الداعية الإسلامي وصديق الرئيس التركي اردوغان،

الدكتور الفاتح علي حسنين في دردشة خاصة مع (أس تي) عن أوضاع السودان والإنتخابات التركية.

لا يمكن أن يمر حدث مثل الإنتخابات التركية المزمع قيامها في 14 مايو المقبل دون أن تؤخذ إفادات من الدكتور الفاتح علي حسنين صديق الرئيس التركي أردوغان وأكبر داعميه والمؤمنين به حتى قبل وصوله إلى كرسي الرئاسة، وقبل أن يصل حتى إلى مقعد عمدة بلدية إسطنبول، فكل ذاك تنبؤ قديم للفاتح علي حسنين في مستقبل صديقه رجب طيب قبل أن يشغل الدنيا والناس، ولم يخب هذا التنبؤ في كل سوابقه المحفوظة، دردشنا مع الشيخ الفاتح عن وطنه السودان الذي يغيب عنه لأكثر من خمس سنوات بمانع المرض والاستشفاء، وهو الذي قال أن الشوق يحرقه للسودان بشدة، فإلى نص الدردشة..

– أنا في شوق شديد للسودان ..

– السودان سيعود كما كان وأفضل وهذا البلد الطيب لن يضام

– الإنتخابات التركية القادمة (نار حمراء)..

– سيفوز أردوغان لهذه الأسباب(…)

خاص :ST الخرطوم- إسطنبول- حاوره : محمد أبوزيد كروم

بداية.. يسأل الناس عن الشيخ الفاتح علي حسنين بعد سنوات من رحلة الإستشفاء؟

– أولاً أنا مسرور بسؤالكم عني وعن صحتي، ويسعدني أنا اخاطب أهلي في السودان عبركم، في يوم الجمعة الموافق السابع والعشرون من شهر يوليو عام 2018 حملتني الطائرة الخاصة التي أرسلها لي الأخ الفاضل والوفي رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان صاحب الوفاء الفياض إلى إسطنبول.

هذه كانت بداية الرحلة؟

– نعم.. حيث استقبلني فخامة الرئيس التركي، ونخبة مميزة من الأطباء وبدأت العناية بي وتوالت الفحوصات والتحاليل وكل ما يلزم.

وكيف كانت نتائج الفحوصات؟
– وجدت اهتمام عالي جداً، وكان الألم شديد جداً وأجريت لي ثلاث عمليات غضروف وكان الألم كبيرا.

و كنت محاط بعناية رئاسية ؟

– حقاً ،وجدت اهتمام منقطع النظير وزارني الرجل الوفي رئيس الجمهورية،وتوالت الزيارات من النخبة الحاكمة والرموز التركية، وزارتني مجموعة من أوربا وكانت أعينهم تفيض بالدمع على ذلك الشاب الذي كان يصول ويجول في بلادهم ساعيا لنشر الإسلام في ذلك الزمان وهو مريض الآن.

كيف تتابع الأحداث بالسودان؟

– اتابعها بشكل مستمر عبر الوسائط المختلفة أو من الذين يزورونني من السودان، وأنا في شوق شديد للسودان وأسأل الأخوان عبركم أن يدعو لي في السحر والثلث الأخير من الليل أن ييسر الله لي الشفاء والعودة إلى وطني العزيز.

لكن السودان ليس السودان الذي تركته؟

– سيعود السودان إلى حالته الأولى، وأفضل بإذن الله قريبا، هذه البلد تكثر فيها الصلاة على الرسول صل الله عليه وسلم، وهي بلد قيم وأخلاق ومروءة وأهلها سباقين بالخير وأوفياء للعهود، وهذه البلد الطيبة لن تضام.

لابد أن نسألك عن تركيا، كيف تنظر للإنتخابات التركية التي ستجرى في ١٤/ مايو القادم ؟

– الانتخابات التركية بشكل عام هي انتخابات نزيهة ويصعب تزويرها والتنافس فيها صعب جداً، ولكن للأسف دائما ما تتدخل جهات من الغرب وغيره للتأثير على نتائجها.

ولماذا التدخل الخارجي في الانتخابات التركية؟

– لهزيمة الرئيس أردوغان طبعاً، ولكن ومنذ أن تربع أردوغان على عرش حكم البلدية في اسطنبول ظل على الدوام يفوز لتسع وعشرين عاما، وهذا فوز لم ينله أحد في تركيا غير أردوغان وسيستمر هذا الفوز بإذن الله.

ما الجديد في هذه الانتخابات؟

– الجديد انتهاء أمد اتفاقية لوزان الظالمة التي وقعت في العام 1923 والتي حرمت تركيا من الاستفادة من الجزر والأراضي في البحر الذي يربط تركيا باليونان وأعطت المعاهدة ذلك الحق لليونان، وهذا ظلم كبير حرم تركيا من الاستفادة من رسوم العبور في مياهها الإقليمية والمجاري المائية، وانتهاء المعاهدة سيمنح تركيا حقوقها القانونية الطبيعية.

وماهي الإضافات التي ستضيفها نهاية معاهدة لوزان؟

– الذي يتابع مسيرة أردوغان السياسية يعلم أنه رجل ناجح وذو شخصية قوية، الغرب وإسرائيل يتوقعون أن يرتفع دخل تركيا بعد انتهاء معاهدة لوزان في منتصف العام 2023 لأكثر من ثلاثين مليار دولار سنويا، وهذا يدفع أعداء تركيا لمنع نجاح أردوغان في الانتخابات القادمة.

يبدو أن الإنتخابات القادمة صعبة؟

– الإنتخابات القادمة نار حمراء، وكل الأعداء يعملون على منع أردوغان من الوصول إلى رئاسة تركيا، ولكن هيهات أن ينالوا ذلك.

– أذكر أنني أجريت معك حوار سابق قبل انتخابات العام 2018 وتوقعت فوز أردوغان بنسبة 52% وحدث ذلك، ما توقعك لهذه الإنتخابات؟

– أعداء تركيا لا يأكلون ولا ينامون ليلا ولا نهارا خوفا من فوز اردوغان، وكما تنبأت لك سابقاً في الدورة الأولى سيكون النصر لأردوغان وبذات النسبة السابقة إن شاءالله.

ألا يبدو لك أن هذه المرة الأوضاع مختلفة، أزمة اقتصادية واجتماع لصف المعارضين لأردوغان ودعم خارجي للمعارضة؟

– صحيح أن هذه المرة الوضع مختلف ومتلازمة الإنتهازية أسوأ، وعدد أحزاب المعارضة إزداد، بل كانت هنالك أحزاب كان يتوقع الناس أن تقف مع أردوغان وقفت ضده كحزب الرفاه الجديد الذي يقوده الفاتح نجل نجم الدين أربكان، وحزب السعادة الذي يقف ضد أردوغان بشكل سيء جدا جدا، والدعم الخارجي ضده أيضا كبير، ولكن مع ذلك إنجازات أردوغان على الأرض أكبر وهذا ما سيرجح الكفة.

ولكن كارثة الزلزال الأخيرة لها تأثيراتها؟

– الزلزال الأخير أكبر وأضخم كارثة تمر بتركيا، وهو أسوأ شيء حدث وضرره كبير، ولكنه أعطى أردوغان فرصة للنجاح بإدارته المميزة للأزمة وتعويضه المادي للأسر وقرار بناء منزل جديد لكل من فقد منزله وتعويض كل متضرر بمثلما فقده، هذه ليست قرارات عادية مع كارثة بهذا الحجم.

كيف تنظر لوجود احمد داؤود أوغلو وعلي بابجان في الطاولة السداسية لإسقاط أردوغان؟

– وجود الشخصيات التي ذكرتها في المعارضة لا يؤثر في شيء، والناس يعرفونهم جيدا ويعرفون حجمهم الحقيقي (وخلي الأمر مغطى ولا تفضح المغطى) وعلى أي حال لن يكن لهم تأثير لا هم ولا غيرهم ضد الطيب.

كيف هي حظوظ مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الإنتخابات؟

– ليس لكمال كليجدار حظوظ في الفوز فهو علوي ومتحالف مع بشار الأسد، ومعروف في الأوساط الداخلية التركية وهذه حساسية يفهمها الداخل التركي، على كل ليس هنالك من له وزن للوقوف ضد أردوغان ومنافسته.

في تقديرك، ما هي أقوى كروت أردوغان الإنتخابية؟

– الزلزال الأخير رغم ضرره، فشرع أردوغان في بناء منزل جديد لكل من فقد منزله وبمواصفات عالية، والقفزة العالية في النهضة والتكنولوجيا والسيارات الكهربائية والطائرات المسيرة التي تطورت فيها تركيا، والتعامل مع أزمة الكرونا والمعالجات التي تمت لمجابهتها. والان السيارات التركية قفزت لأرقام كبيرة في المبيعات في أوربا، والنهضة العسكرية في التصنيع حتى أن هنالك أدوات حربية تركية شاركت بعد بيعها في الحرب ضد روسيا، والانجازات كثيرة وكبيرة.

لكن هنالك تحديات اقتصادية الآن تواجه تركيا ، مثل التضخم وارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة، أليست هذه عوائق أمام اردوغان؟

– نعم هنالك تحديات ولكن مقدور عليها، وهي تحديات وقتية وطفيفة وستزول،وهي مقارنة بالأوضاع قبل وصول أردوغان للحكم لا شيئا يذكر.

وكيف كانت الأوضاع قبل وصول أردوغان للحكم؟

– كثير من الناس لا يعرفون ما كان، لأنهم تفتحوا على تركيا وهي تملأ الآفاق خلال العشرين عام الأخيرة، قبل ذلك كان مفروض على تركيا أن تستورد سيجار مولوبورو بي 200 مليون دولار في السنة ومثلها لاستيراد الويسكي، والاقتصاد منهار تماما ،ما أنجزه أردوغان لا يصدق.

كيف تغلب أردوغان على ذلك؟

بدأ بمحاربة الاقتصاد الربوي، وحذف ستة أصفار من العملة التركية، من يصدق أن الدولار الواحد كان يعادل مليون ومئتين ليرة، وتولى أمر البنك المركزي بشكل شخصي وأذكر أنه غير ثلاثة محافظين للبنك حتى يصل للشكل المطلوب وبدأت الانطلاقة لتركيا الجديدة، ما حدث من إنجازات فعلا لا يصدق.

 

اترك رد