محجوب فضل بدري يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !! ( ١٠ )

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدري يكتب :

اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !!
( ١٠ )

– نواصل فى تلخيص كتاب وليام كار أحجار على رقعة الشطرنج، وقد راينا كيف لعب النورانيون اقذر الأدوار، فى جميع الثوررات التى اطاحت بالملوك والدول، وكيف كان عبدة الشيطان، بارونات المال يتحركون لمتابعة السيطرة على مقدرات الامم والشعوب، وبعد اروبا اتجهت انظارهم الى الاراضى الجديدة، امريكا والتى كانت مستعمرات بريطانية فى ذلك الوقت وينسب بعض المؤرخين، اسباب الثورة الأمريكية الى ما يعرف بثورة الشاى او(حادثة حفلة شاي بوسطن)!! ( وهذه كانت حركة احتجاج سياسي قام بها مجموعة أبناء الحرية في بوسطن، التي كانت مدينة تتبع المستعمرة البريطانية في ماساشوستس، ضد سياسات الضرائب للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية، التي كانت تتحكم بجميع مستوردات الشاي إلى المستعمرات. في 16 ديسمبر 1773 رفض بعض المسؤولين في بوسطن إعادة ثلاث شحنات من الشاي المجمرك إلى بريطانيا، وقام مجموعة من المستوطنين بتسلق السفن وتخريب الشاي برميه في ميناء بوسطن. تعتبر هذه الحادثة من العلامات في التاريخ الأمريكي.) آه،

-يقول وليام كار فى كتابه احجار على رقعة الشطرنج عن الثورة الامريكية على لسان (فرانكلين) احد قادتها:-

-كانت الولايات الأمريكية مستعدة لتقبل الضرائب على الشاى عن طيب خاطر، لولا اقدام انكلترا على انتزاع حق اصدار النقد من الولايات الامريكية، الشئ الذى خلق البطالة والاستياء، الذى عم سائر الولايات الامريكية، ولكن لم يكن الا القليل منهم يدرك ان هذه الضرائب الباهظة،(والعقوبات الاقتصادية المفروضة) كانت نتيجة لنشاطات عصابة اللصوص العالميين التى سيطرت على الخزانة البريطانية!! (ولك ايها القارئ الكريم، ان تستدعى العقوبات المفروضة على بلادنا وعلى كثير من دول العالم اليوم، لتدرك ان الأمر قديم قدم تاريخ نشأة النورانيين)!!

-وقعت الصدامات المسلحة الاولى فى (١٩ أبريل) عام ١٧٧٥م بين البريطانيين، وأهالى المستعمرات فى لكسنغتون، وكونكورد، وفى (العاشر من مايو) عام ١٧٧٥م، جرى تعيين جورج واشنطن قائدا للقوات البرية والبحرية، من قبل المؤتمر الثانى للكونغرس بفلادلفيا، وفى (الرابع من يوليو)عام ١٧٧٦م أعلن الكونغرس تبنيه لوثيقة الاستقلال، واستمر الصراع لسبع سنوات، كان (المرابون) خلالها يقومون بتمويل هذه الحروب، والتى جنت منها مجموعة روتشيلد ارباحا هائلة، وأموالا طائلة، وفى (الثانى من سبتمبر) عام ١٧٨٣م اعلن رسميا استقلال الولايات الامريكية، والتى حاول النورانيون منع الاتحاد بينها، فقد كان من الأسهل عليهم استغلال كل ولاية على حدة، كما لاحظ ذلك الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الامريكية فى محضر أحد اجتماعاتهم، وشددوا على اصدار بعض القوانين التى تحميهم من جشع المرابين، فكانت الفقرة الخامسة من القسم الثامن فى المادة الأولى من الدستور التى تقرأ (الكونغرس هو صاحب السلطة، فى اصدار النقد، وتحديد قيمته) ولكن منذ متى كانت للدساتير قدسيتها؟ فقد استطاع النورانيون وعملائهم انتهاك هذا الدستور، بتعديلات ادخلوها عليه، فقد قاد الكسندر هاميلتون(مندوب مصرف انجلترا فى امريكا) من خلال حملة دعائية ضد ابقاء سلطة اصدار النقد بيد الحكومة المنتخبة من الشعب!! واقترح هامليتون انشاء مصرف اتحادى، على ان يكون تابعا للقطاع الخاص!! وان يكون رأسمال هذا المصرف مبلغ (١٢ مليون دولار) يقرض فيه مصرف انجلترا مبلغ (١٠ مليون دولار) ويسهم الأثرياء الأمريكيون بمبلغ (مليونين دولار)!!، وفى عام ١٧٨٣م قام هامليتون وشريكه موريس، بتنظيم قيام مصرف امريكا (Bank of America-بنك أوف أمريكا) وتمكن هاميلتون الذى أصبح وزيرا للمالية، من استصدار الموافقة من الحكومة الأمريكية على منح بنك اوف امريكا امتياز اصدار النقد المستند الى القروض العامة والخاصة، ليكون النقد متمتعا بضمانة قانونية، وقابلا لكل انواع المعاملات والمبادلات.

-وفى خضم هذه المناورات توسعت محموعة روتشيلد فى منح القروض، واخذ الضمانات، وزيادة السيولة فى الاسواق، فى حين أخذت وسائل الدعاية والاعلام تبشر بالرخاء والازدهار،وسارع الجمهور لتوظيف أموالهم فى بناء الأمة العظيمة (القومة لأمريكا) حنبنيهو !!

-ورويدا رويدا، نفذت مجموعة روتشيلد تعليماتها السرية، بالتوقف عن تقديم القرض والاعتمادات، وسحب السيولة، حتى ادى ذلك الى انهيار اقتصادى مريع، عجز معه المواطنون عن مواجهة أعباء الحياة اليومية، بينما حصل المرابون على عقارات وضمانات تقدر بملايين الدولارات، مقابل جزء بسيط من سعرها الحقيقى!! لا بد من الاعتراف بان كل ذلك جرى بوجه قانونى سليم !!!

-قال توماس جيفرسون، أحد الآباء المؤسسين، وثالث رئيس لامريكا:- (أنا أومن بان هذه المؤسسات المصرفية، أشد خطرا على حرياتنا، من الجيوش المتأهبة، فقد خلقت بوحودها ارستقراطية مالية، أصبحت تتحدى بسلطاتها الحكومة)!!
نواصل باذن الله،،

محجوب فضل بدري يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !!( ٩)

اترك رد