هيثم محمود يكتب : اعتصام والسلام

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

هيثم محمود يكتب :
اعتصام والسلام

الاعتصام الذي اقامته لجان المقاومة بثلاث مناطق هي ود أرو قبالة منزل الزعيم اسماعيل الأزهري وشارع الأربعين ومنطقة الديم قبالة مستشفى الجودة.

جميع مناطق الاعتصام عبارة عن أحياء سكنية لاتوجد بها أي منطقة او مؤسسة سيادية أو استراتيجية.. فلا يستقيم عقلا أن يتم الاعتصام أمام مستشفى به مرضى بعضهم أصيب في التظاهرات لا يزالون في غرف العمليات والعناية المركزة فالهتافات والأغاني التي يتم ترديدها في الاعتصام تزعج من يسكنون أقصى الحي دعك عن مرضى المستشفى.

لو كانت للمعتصمين بمستشفى الجودة خطة لاقتحام القصر الجمهوري أو القيادة العامة فنجاحها ضغيف جداً وكانت فرصة الاعتصام بالقصر أكبر في مظاهرات ٣٠يونيو التي شارك فيها الآلاف.

الاعتصام في المناطق الثلاث لن يوصل رسالة للدولة التي صمت اذانها عن سماع نحيب أمهات الشهداء وأنات الجرحى الذين يزدادون في كل تظاهرة لذا فلن تعير هذه الاعتصامات أي إهتمام فقط سيتضرر المواطن المسكين الذي أحال العسكر وساسة الغفلة حياته لجحيم لتكمل لجان المقاومة الناقصة ويغلقون عليه الشوارع والطرقات في كل عيد وكأنهم في عداء مع الأعياد!!.

ومن ثم فإن أهالي الأحياء وأصحاب الشركات والمطاعم والمحال التجارية من حديقة القرشي وحتى محطة الغالي لن قبلوا أن يستمر الاعتصام ليعطل مصالحهم خلال فترة يعتبرونها موسم رئيس بالنسبة لهم.

بقراءة متانية للاعتصام والمظاهرات التي خرجت مؤخراً نجدها ضد قحت وضد جميع الأحزاب السياسية وضد أي تسوية تؤدي لحل سياسي ويرفض الثوار مجرد الحوار مع المكون العسكري ويضعون حلولاً صفرية ولا يملكون رؤية للخروج من المأزق السياسي، يرفعون شعار العسكر للثكنات والشارع (للمكنات) أما كيفية ادارة الدولة فذلك أمر مؤجل لما بعد مغادرة العسكر!!.

لمسات الحزب الشيوعي بدت واضحة خلال المظاهرات والاعتصامات لأنه ضد كل شيء ويريد هد المعبد على رأس الجميع فهو فالشيوعي كطائر (البوم الذي يعجبه الخراب) لكن من المؤكد أن الشباب لن يقبلوا أن يتفاوض قادة اليسار باسمهم خاصة وأنهم من قبل قد رفضوا مجرد ظهور أحد قادة لجان المقاومة في مفاوضات الآلية الثلاثية.

الاعتصام مكانه القيادة العامة والقصر الجمهوري ومن المعلوم أن التظاهرات والاعتصامات لن تسقط الحكومات فالحكومة يسقطها الجيش بانقلاب عسكري يعلن فيه انحيازه للشعب ولا يوجد ضابط يمكن أن يضحي بتاريخه من أجل ثوار يرفعون شعار العسكر للثكنات ليجد نفسه مطالب بالتنحي بعد البيان مباشرة!!.

سيعتصمون ماشاء الله لهم أن يعتصموا ولن يجدوا هذه المرة دسيس مان ليغنيهم فالرجل بفعل أموال الثورة تغير حاله البائس من مشرد لاستقراطي يتنكر حتى لنفسه واسمه، سيظهر العديد من المغنواتية وستحمسهم الكنداكات بالرقص وبالزغاريد وستنفض الاعتصامات بعد أول مظاهرة.

اترك رد