ابشر الماحي الصائم يكتب : مقال تمنيت ألا اكتبه

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

ملاذات امنة
ابشر الماحي الصائم يكتب :

مقال تمنيت ألا اكتبه

لماذا كلما ذكرت ولاية نهر النيل يتحسس البعض مسدساتهم !!!

تداريت و (تدرقت) وهربت كلما داهمتني هذه الفكرة/لكنها اليوم احاطت بي من كل جانب وأصبح لا مفر منها …

تملكتني هذه الرغبة علي اثر توصيف البعض الجانح بأن تحركات الفريق البرهان وتصريحاته الاخيرة التي اطلقها من محليتي (شندي والمتمة) لم تكن سوي (نشاطا عنصريا جهويا) !!
مع علمهم بان الجهة فرضتها ظروف العيد/فالرجل موجود (بقرية قندتو) مسقط رأسه بمناسة العيد ، واما (العنصرية) فهو بطبيعة الحال يتحدث للعنصر الموجود في هذه الممطقة من جعليين وشايقية وغيرهم/ وأما موضوع الحديث ايضا فرضته هموم الناس هنا وقديما قيل (الزول بونسو غرضو) فاغراض الناس هنا تدور حول ثروة ولايتهم التي لايعود لهم منها إلا الفتات/فقال الرجل (لابد لهذه الولاية أن تأخذ حظوظها وحقوقها من الثروات اسوة بجميع الولايات) !!

يقيم الفريق حميدتي ثلاثة اشهر بمناطق مسقط راسه بولايات دارفور وخطاباته مفتوحة علي كل شئ، ولايتهمه احد بالجهوية والعنصرية/وفي المقابل يقيم البرهان ثلاثة أيام في ولايته ومسقط راسه فهو عنصري وجهوي !!!

يحمل احدهم سلاحا لانتزاع حقوق اهله عنوة فهو (حركة مسلحة) /ونحمل نحن في المقابل قلما ننافح به عن بعض حقوق ربعنا فنحن (عنصريون جهويون) !!

حتي لما كنا نكتب بانه لايمكن ان تقول (القوات المسلحة) = (الحركات المسلحة) الكتف بالكتف والحافر بالحافر/فيجب ان تسمي الاشياء بمسمياتها فنقول (الحركات المتمردة) /كانوا يتهموننا بالعنصرية حتي انتهي الامر (لحركات الكفاح المسلح) !!

أسوة (بلجنة محامي دارفور) هل يمكن الان أن نقيم (لجنة اعلامي ولاية نهر النيل) او الشمالية !! لو فعلنا ذلك لكانت هذه هي العنصرية والجهوية تمشي على رجلين !!

سئل الراحل الترابي وكان في جولة امريكية/لماذا اغلب حكام السودان من الشمال/المهدي الازهري عبود النميري و../قال اين تكمن المشكلة فكل حكام الولايات المتحدة من (الانجلوسكسون) !! أني يكون له الملك علينا !!والله يؤتي ملكه من يشاء /وفق مؤهلات تصنعها العناية الإلهية نفسها/وبرغم ذلك فقد تلاحقت الان كتوف الحكم ..

اما عن مزاعم التنمية فانا علي الأقل شاهد عيان علي هذه الواقعة/بحيث لم ترث قريتنا علي سبيل المثال/ من كل الحكومات الوطنية إلا (شفخانة) فكل خدمات القرية شيدناها بعد ذلك بالجهد الشعبي ، واصدقكم القول وعبر قروب واتساب وبمبلغ الالف والالفين والعشرة والعشرين من مساهمات ابناء القرية بالداخل والخارج فرغنا الآن من تشييد مدرستين ثانويتين للبنات والاولاد/لم يكن لحكومة الولاية إلا شرف وضع حجر الأساس ثم قص شريط الافتتاح !! ولو أن اخواننا في الحركات المسلحة اتجهوا من اول يوم هذا الاتجاه لصنعوا اكثر مما صنعنا/علي ان تكلفة مدرعة حرب واحدة يمكن ان تبني مدرسة باكملها او تصنع مزرعة !!

والان ابناء ولايات دارفور وغيرهم من ابناء ولايات السودان بمناطق التعدين / في مقام شهد شاهد من اهلها/فهم يشاركون الاهالي كل الخدمات من الخبز والصحة والتجارة والاسواق والطرقات وغيرها/ولم يجدوا غير الاحترام والتقدير !!

لا اعرف لماذا كلما ورد ذكر (ولاية نهر النيل) =تحديدا= لايملك البعض الا أن يتحسسوا مسدساتهم !! (منطقة جهوية ممنوع الاقتراب والتصوير) !! فلهذا تجد ان ابناء نهر النيل يتحدثون عن كل ازمات السودان إلا ازمات ولايتهم لئلا يوصمون بالعنصرية !!

جيد أن افتتح ابن للولاية الفريق عبدالفتاح البرهان الحديث عن المسكوت عنه/عن ولاية ظلت تقدم لهذا الوطن من (القنديلا والقمح والفول والفاكهة) مرورا بالذهب والاسمنت والمعادن ،وصولا (للكوادر والشهداء وصناعة التاريخ) ثم لاينبغي لها في المقابل ان تطلب شيئا !! علي ان عمليات افقار ومحاصرة هذه (الولاية الوطن) ليس في مصلحة البلاد !! قل لي بربك ماذا سيستفيد السودان لو اصبحت نهر النيل غير قادرة علي صناعة القمح والذهب والكوادر والتاريخ !!

قال احد العباقرة الجنوبيين يوما /تمنينا للسودان دايما مقعد افضل الافارقة فاختار طوعا مقعد اسوأ العرب !! لهذا وذاك تجدنا علي الدوام من دعاة الالتفاف حول هوية (السوداناوية) السمحة الجامعة/حتي نسد الطرق امام دعاة التفرقة والكراهية /فنحن سودانيون مسلمون يسعي بذمتنا ادنانا ونحن يد علي من سوانا .. وليس هذا كلما هناك.

اترك رد