محجوب فضل بدرى يكتب : بلادنا بين الغاز المسال، والغاز المسيل للدموع

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

 محجوب فضل بدرى يكتب :

بلادنا بين الغاز المسال، والغاز المسيل للدموع

-الغاز الطبيعي المسال (liquefied natural gas أو LNG)‏ هو غاز طبيعي تمت معالجته وإسالته بالتبريد يتم استخراج الغاز من حقول النفط والغاز ثم ينقل عبر أنابيب خاصة إلى منشأة المعالجة حيث تتم عمليات معالجة إضافية، تبريد، وإسالة الغاز تحت الظروف الجوية.

-الغاز المسيل للدموع أو الغاز المدمّع: (غاز Malotrinilode Chlorobenzylidene) يعد من الوسائل القديمة المستخدمة في السيطرة على الاحتجاجات المدنية وفض التجمعات الاحتجاجية، وإنهاء أعمال الشغب.ويتكون من رذاذ الفلفل الأسود وثلاثة مواد كيميائية يرمز لها اختصارا بالحروف (CN) و(CR) و(CS). قامت بصنعه شركة بريطانية في خمسينيات القرن العشرين.

-وتعرف بلادنا وفرة فى (النوع الثانى) من الغاز، وافراط فى استخدامه كذلك، ولم تعرف وفرة فى انتاج (النوع الاول)  اللهم الا فى فترة قصيرة كان فيها الدكتور عوض أحمد الجاز وزيرا للطاقة، خفض فيها سعر اسطوانة الغاز سعة ١٢ كيلو ونصف الى (عشرة جنيهات سودانية فقط لا غير)، وانظر ياهداك الله، وقد بلغ سعر ذات الاسطوانة مبلغ (مائة وعشرين جنيها سودانيا)!!!

وبينما نشاهد فى الاخبار مشكلة الغاز المسال فى السوق العالمية، خاصة بعد (العملية الخاصة) التى اطلقتها روسيا فى اوكرانيا، وتجميد المانيا العمل فى مشروع نوردستريم ٢،الخط البحرى الناقل للغاز من روسيا لالمانيا خاصة، ومن ثم الى اروبا، وفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، فكان من الطبيعى ان ترد روسيا (بقفل البلف)!! فتضج اوروبا،، وتتصاعد الأسعار،

-هل تذكرون السخرية من قرار الرئيس البشير، بعد اعتداء دولة جنوب السودان على منطقة هجليج، فكان الرد (أقفل البلف ياعوض) ومع ان القرار كان منطقيا، ولكن الغرض مرض، لم يسلم القرار من التهكم والتعريض المشين!! لكن سلامة هذا القرار فتحت عيون حكومة دولة الجنوب، فتراجعت وتفاوضت واتفقت مع حكومة السودان، وهى تعلم ان (اصبعها تحت ضرس الخرطوم)!!

-واذا ماجاء ذكر الغاز فى السودان فهو الغاز المسيل للدموع، حتى ليخال للمشاهد ان الغاز ينفذ من الشاشة فيدمع عينه، والحقيقة ان الدموع لا تاتى من الغاز الذى تطلقه الشرطة، بل من الوجع الذى يصيب المشاهد السودانى وهو يرى بلاده تمزقها الفتن، والشعب بين اغلاق واغلاق مضاد، المتظاهرين يغلقون الشوارع بالاحجار والانتلوك المخلوع،، والاطارات المحترقة، والسلطة تغلق ماتبقى من شوارع بالحاويات، او بالحواجز العسكرية، والمساكين ليهم الله، وعيشة السوق.

اترك رد