هشام الشواني يكتب : “لكل حزبه والنقابة للجميع” كيف تستغل النقابات لصالح فئة محددة

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

هشام الشواني يكتب :

“لكل حزبه والنقابة للجميع”
كيف تستغل النقابات لصالح فئة محددة

إنها جدلية قديمة وعجيبة، فحين تكون نخبة محددة قريبة من السلطة سيتم نسيان كل استحقاق نقابي مهني، واستبدال النقابة بلجان تسيير تابعة مطبلة للسلطة، مع تجاهل للقواعد والانتخابات. أما حين تكون نخبة محددة بعيدة عن السلطة، فيتم حينها اتخاذ المهنة مطية للصعود والمعارضة. فئات حزبية تتصارع من أجل رفع لافتة المهنة، ثم بلا شرعية وبلا تفويض تقفز مجموعة باسم المهنة لتمارس أدوار سياسية بعيدا عن أي دور نقابي حقيقي.

قديما كان هناك شعار للحركة النقابية يتحدث عن “لكل حزبه والنقابة للجميع” وهو شعار نقابي خرج من فكر وأدب (الاتجاهات اليمينية) في السودان، مقابل تصورات أخرى تنظر للنقابة كنواة ثورية لتنظيم حركة عمالية وفق الصراع الطبقي، وتصورات أخرى نقابية “سندكالية متطرفة” تتخيل كل السياسة عبارة عن سياسة (نقابات ومهن)

التصوران اليساري الثوري، والسندكالي تراجعا أمام وقائع بسيطة تتحرك وفق السمات التالية:-

١- شعار لكل حزبه والنقابة للجميع هو التصور السليم والعادل والذي يتم رفعه ثم تجاهله كل مرة وأخرى.

٢- جميع السلطات تتعامل مع النقابات بحذر وترغب في توظيفها لصالحها.

٣- القوى السياسية المعارضة تستغل النقابات والمهن للصعود بلا شرعية، وحين تكسب نفوذ يقربها من السلطة تستأثر بها تلك النخبة وتحقق مصالحها، ثم تنشئ لجنة تسييرية تابعة مرتبطة بمصالح القادة، تستمر هذه الحالة حتى فقدان السلطة، فتعود من جديد نغمة البحث عن النقابة من جديد. وتجربة تجمع المهنيين في ٢٠١٨ حتى بعد الثورة مثال واضح لهذه الجدلية القديمة.

بالتحليل يبدو هذا صراع صعود البرجوازية الصغيرة وبعض أفندية المهن من المتعطلين عن العمل الحقيقي المنتج، وفي سبيل ذلك قد تتعارض مصالح القوى والفئات والمجموعات داخل حقل المهنة الواحدة. وأوضح مثالين على كل ذلك الآن:
١- انتخابات نقابة الصحفيين المزعومة.
٢- السلوك السياسي لنقابة المحاميين المزعومة.

هذه ظاهرة وجب الوقوف عندها والتفكير فيها بجدية وتفكيك خطاباتها الأخلاقية من أجل بناء حقيقي للنقابات.

اترك رد