الشعراني الكباشي المحامى يكتب : جيش السودان… بين شهادة الأعداء وتطاول الأقزام

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

(الجراب)

الشعراني الكباشي المحامى يكتب :
جيش السودان… بين شهادة الأعداء وتطاول الأقزام

قديماً قيل إن الفضل ما شهدت به الأعداء ولو أن جيش أهل السودان لم يكن فى حاجة لشهادة عدو اوصديق فقد حفر ذلك الجيش الهمام العرمرم أسمه ورسمه على ذاكرة التأريخ بتضحيات رجاله الاشاوس الذين خاضوا المعارك بالدماء وجادوا وما برحوا بالمهج والأرواح رخيصة فداءا للأرض والعرض وما زال ذلك ديدنهم بيد أن الشهادة التى جاءت على صفحات العدد الأخير من المجلة الأمريكية المتخصصة Military Watch وهى رابعاً عالمياً من حيث الموضوعية والتحليل حيث كشفت الأسباب الحقيقية وراء السعى الدؤوب لدول الغرب وأمريكا على وجه الخصوص (لهيكلة) القوات المسلحة السودانية _إسم الدلع للتفكيك والذوبان فقد وصفت المجلة المذكورة التصنيع العسكرى والحربي في السودان بأنه الأضخم والأكثر تطورا في أفريقيا والشرق الأوسط وافردت المجلة حديثاً خاصاً بالمدرعة (البشير) وهى دبابة قتالية رئيسية ذات مستوى رفيع فى الصناعة والإمكانيات القتالية وكل تلك المحاولات وغيرها تسعى لتدمير ذلك الجيش المتفرد رجالاً وعدة وعتادا كيف لا وأمريكا لم تصدق أنها قد تنفست الصعداء بعد أن خرجت من تحت (جزمة) البشير فكيف لها (بدبابته)؟
غير أن ما يعنينا من كل ذلك أن تلك الشهادة وهذه الجقلبة الأمريكية جاءت ليغيظ الله بها العملاء المأجورين متسولي سفارات الغرب والشرق من بنى قحط اجاركم الله اؤلئك الذين استخدمتهم تلك المخابرات بعد أن باعوا (أنفسهم) ووطنهم فى سوق النخاسة والعمالة بثمن بخس دراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين فقد يئس منهم من استخدموهم فلقد كانوا من الضعف والذل والمهانة بحيث لم يحققوا لمن جندهم أهدافه فضاعت دراهمه ودولارته ويوروهاته على بؤسها وقلتها ضاعت وذهبت مع الريح فهاهو الشرق والغرب يصغي مستمعا ومنتبها ومشدود الحواس لرئيس السودان قائد جيشه وهو يخاطب الدنيا كلها بذلك الخطاب التأريخي من على منبر الأمم المتحدة فالعالم لا يسمع إلا للرجال والاقوياء فهو عالم لا عزاء فيه للمخنثين والاشباه…. شهادة الأعداء وخطاب قائد الجيش الرئيس كان آخر مسمار فى نعش العمالة والارتزاق القحطي الذى مكنته تصاريف الأقدار من أن يتسيد على أهل السودان حيناً من الدهر لم ينل من اؤلئك الأقزام غير الفقر والجهل والمرض والخراب والتدمير والفساد والإفساد فلولا ذلك الجيش الهمام ومعه الأجهزة الأمنية والشرطية ومن قبل ذلك وبعده فضل الله ولطفه لكان السودان نسيا منسياً… أليس من سخريات الأقدار وزمان المهازل أن نرى ذلك المسخ يتشدق بلا حياء بعمالته وهوانه ونرى الأسود والرجال الذين قدموا لهذا البلد وأهله ومابخلوا ومااستكانوا نراهم فى اقفاص الظلم الذى ران وجثم على صدر هذه الأرض الطيبة وأهلها ولسان الحال…
خنافس الأرض تجرى في أعنتها
وسابح الخيل مربوط إلى الوتد
وأكرم الأسد محبوس ومضطهد
واحقر الدود يسعى غير مضطهد
واتفه الناس يقضى فى مصالحهم
حكم الروبيضة المذكور في السند
هى شدة إلى زوال بعون الله وجيش وامن وشرطة أهل السودان…
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

اترك رد