عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب : سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان (4 )

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب :

سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان (4 )

السودان بَلَدٍ لَمْ يُسْتَفَدْ مِنْ الفُرَص الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَاحَت لَه لِرَسْم مُسْتَقْبِل مُشْرِق يَتَجَاوَز مِنْ خِلَالِهِ إِخْطَاءٌ الْمَاضِي و يُؤَسِّس لِدَوْلَة القَانُون الَّتِي يتساوي فِيهَا الْجَمِيعِ إنْ تَقَلَّدَ أَصْحَاب النَّظْرَة الضَّيِّقَة لمقاليد السُّلْطَة وَعَدَم احْتِرَام التَّنَوُّع الثَّقَافِيّ والاجتماعي الَّذِي تَزَخَّر بِهِ البِلادُ قَاد السُّودَان إلَيّ ماهُو عَلَيْهِ الْآنَ مِنْ ضَعْفِ وهشاشة وَبَدَلًا مِنْ أَنَّ يَكُونَ سَلَّه غِذَاءٌ الْعَالِم صَارَ مِنْ أَفْقَر شَعُوب الْأَرْض بِالرَّغْمِ مِنْ امْتِلاكِه لِكَافَّة مُقَوِّمَات النجاح

حَتَّي قَبْلَ دُخُولِ الاحْتِلاَل التُّرْكِيّ الْمِصْرِيّ للسودان كَانَت الْمَشَاكِل الاجْتِمَاعِيَّة وَالْقَبَلِيَّة مشتعلة وتكاد تَعِيش المجموعات السكانية صَدّام شَبَّه يُومِئ بِسَبَب الصِّرَاع عَلِيّ الْمُرَاعِي الطَّبِيعِيَّة وَالْمِيَاه وَقَد سَاعَد عَدَم تَجَانَس السُّكَّان ثقافياً ، عَلِيّ انْتِشَار رَوْحٌ الْعَدَّاء بَيْنَهُم فَكَانَ مِنْ السَّهْلِ جِدًّا أَنْ تندلع مَعْرَكَة حَامِيَة الْوَطِيس وَمُعْظَم الْأَغَانِي الحماسية السُّودانِيَّة إذَا تَمَّتْ مُرَاجَعَتُهَا نَجِدْهَا تَتَحَدّث عَن تَمْجيد انتصارات قُبُلَيْه وَبِكُلّ آسَف وُجِدَتْ تِلْكَ الْأَغَانِي طَرِيقُهَا إلَيّ الْإِعْلَام الرَّسْمِيّ بِاعْتِبَارِهَا أغاني قَوْمِيَّة تراثية حماسية وَلَكِنَّهَا فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ قنابل موقوتة سَوْف تَنْفَجِر فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَا تَحْتَويه كَلِمَاتِهَا مِن ضغائن ،
وَمَع ظُهُور عَصْر الانترنت فِي بِدَايَةِ القَرْنِ الْجَدِيد انْتَشَرَت الْأَخْبَار السَّالِبَة بِشَكْل مَبَالِغ فِيه وَبَات بِإِمْكَان أَيْ شَخْصٍ فِي أقصي إِصْقاع الْبِلَادِ مِنْ تَصْوِيرِ مُشَاهَدٌ وَرَفَعَهَا إلَيّ شَبَكَة الإنترنت لِيَنْتَشِر الْخَبَرُ فِي كُلِّ أَنْحاءِ العالَمِ مِمَّا يَزِيدُ التَّوَتُّر وَيُمْنَع الدَّوْلَة مِن اِحْتِوَاء تِلْكَ الْأَحْدَاثِ أَنْ وَقَعَتْ فِي الْأَصْلِ
وَخَدَمِه الانترنيت هَذِهِ لَمْ تَكُنْ حَتَّي قَبْلَ الْعَامِ 2005م متاحة لِكَافَّة السودانيين بِاسْتِثْنَاء الْمُنَظَّماتُ الدَّوْلِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ فِي مَنَاطِقِ مُخْتَلِفَةٌ فِي السُّودَان وَمَن ضَمِنَهَا إقْلِيم دارْفُور وَاَلَّذِي شَهِدَ فِي الْعَامِ 2003م إعْلَان تَمَرَّد رَسْمِيٌّ عَلَى حُكُومَةٍ الْمَرْكَز وَاَلَّتِي كَانَت عَلِيّ وَشَكّ التَّوَصُّلُ إلَى اتِّفَاقِ سَلَامٌ مَعَ الْحَرَكَةِ الشَّعْبِيَّة فِي جَنُوب السُّودَان و كَأَنَّمَا قَدْر للسودان أَنْ يَعِيشَ فِي حُرُوبِ لَا نِهَايَةَ لَهَا نَقْلٌ بَعْضُ موظفي الْمُنَظَّماتُ الدَّوْلِيَّةُ ماحدث فِي دَارِ فَوْر إلَيّ الْعَالَمِ مِنْ فظائع الْحُرُوب مِمَّا جَعَلَ الْمُجْتَمَع الدُّؤَلِيّ يَتَعَاطَف وَيَهْتَمّ بِمَا يَحْدُثُ هُنَاك وَبِالْفِعْل أَصْدَر مَجْلِسُ الأمْنِ الدُّؤَلِيّ قَرَار بِإِجْرَاء تَحْقِيق دُولي حَوْل تِلْكَ الْأَحْدَاثِ وَلَا نُرِيد الْخَوْض الْآنَ فِي مَوْضُوعٍ دارْفُور بِاعْتِبَارِهَا قَضِيَّة لأتزال ساخنة وَلَمْ يَتَحَقَّقْ فِيهَا السَّلَامُ الْكَامِل بَعْد وَكُلّ تَصْرِيحٌ حَوْلَهَا لَا يُصَبُّ فِي صَالِحِ السَّلَامُ وَمِنْ الْخَيْر عَدَمِ الْبَحْثِ عَنْهَا فِي هَذَا السِّلْسِلَة مِنْ الْمَقَالَاتِ ألّا إذَا تُطْلَب الْأَمْرُ الَّذِي هُوَ مَتْرُوكٌ لِلْأَيَّام القَادِمَة وَهِي كَفِيلِه بِتَوْضِيح الْحَقَائِق وَلَكِن بشَكْلٍ عَامٍّ سَاهَم انْتِشَار الْإِعْلَام الجوال و ماقصد بِه ثَقَافَةٌ الْهَاتِف الْمُتَّصِل بِشَبَكَة الإنترنت فِي نَقْلِ الْأَخْبَار بِدُون حَتَّي التَّحَقُّق مِنْهَا فَمَا كُلُّ شَيِّ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَبُثّ وَمَن المؤسف أَن الْمُوَاطِنِين بَاتُوا يثقون فِي تِلْكَ الْمَقَاطِع وَالْأَخْبَار أَكْثَرَ مِنْ الْمَصَادِرِ الرَّسْمِيَّة وحتي فِي حَالَةِ قِيَامِ الدَّوْلَة بِقَطْع خِدْمَة الانترنت فَإِنَّ خِيَارَ النَّاسِ سَوْف يُتَّجَه نَحْو الْمَحَطَّات الفضائية العَالَمِيَّة وَلَيْسَت الْمَحَلِّيَّة وَذَلِك لغياب الثِّقَة والمصداقية فِيهَا وَذَلِكَ عَيْبٌ مِنْ عُيُوبِ الْإِعْلَام القَوْمِيّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَتَحَرَّر مِنْ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ حَتَّي يَنَال ثِقَةٌ الْجَمِيع حَيْثُ كَانَتْ وَكَالَةً السُّودَان للأنباء (سونا) تَتَمَتَّع بِقَدْر كَبِيرٌ مِنْ الْمَعْلُومَاتِ والأخْبَارِ الْخَاصَّة بِالْبِلَاد وَالدُّوَل الْمُحِيطَة بِهَا حَيْثُ كَانَتْ تَمْلِك شَبَكَة اِتِّصَالاَتٌ مَع كَافَّة مَنَاطِق الْبِلَادُ وَ الإدَارَات الْمُخْتَصَّة بِجَمْع الْمَعْلُومَات لِذَلِكَ كَانَتْ مَوْضِع ثِقَةٌ الشَّعْب

نتابع فِي الْجُزْءِ الخامس

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

اترك رد