عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب : لقد دَخَلَت ليز تَرَأَّس التَّارِيخِ مِنْ أَوْسَع أَبْوَابِه

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب :

لقد دَخَلَت ليز تَرَأَّس التَّارِيخِ مِنْ أَوْسَع أَبْوَابِه

قَدِم الفَنَّان الرَّاحِل فَرِيد شَوْقِي ، فِيلْم “كلمة شرف” ، فِي عَامٍ 1973 ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ النَّجَاحِ الَّذِي حَقَّقَهُ إلَّا أَنَّهُ وَاجَه خِلَال تَصْوِير الفِيلْم أَزْمَةٌ حَوْل إقْنَاعٌ الفَنَّان الرَّاحِل رُشْدِي أباظة بِالظُّهُورِ فِي الفِيلْم بِمَشْهَد وَحِيدٌ .
وَتَمَلَّكْت الْحِيرَة فَرِيد شَوْقِي ، كَيْف يُقْنِعْه بِالْمُشَارَكَة فِي الدُّورِ ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عَنْه اعْتِزَازُه الشَّدِيد بِنَفْسِه ، فَاتَّصَل بِه فَرِيد شَوْقِي وَسَأَلَه بخبث شَدِيدٌ لِمَعْرِفَتِه بِحُبّ رُشْدِي أباظة للبريق وَالظُّهُور الْمُمَيِّز .
وَقَال فَرِيد شَوْقِي : “يا رُشْدِي . . أَنَا مُحْتار فِي حَاجَةٍ وعايز آخد رَأْيِك فِيهَا . . بِعَمَل فِيلْم فِيهِ أَنَا وَمُظْهِر وَمُحْتَاجٌ مُمَثِّلٌ يَظْهَرُ فِي مَشْهَدٍ وَاحِدٌ لَكِنَّهُ أَهَمّ مَشْهَد فِي الفِيلْم . . لِوَاءٌ شَرْطِه سيدخل بتشريفة والبروجي يُضْرَبُ لَهُ وَهُوَ دَاخِلٌ . . وَلَازِمٌ مُمَثِّلٌ يَقْنَع النَّاسِ أَنَّهُ هايرعب أَحْمَد مُظْهِرٌ وَيُخَوِّف فَرِيد شَوْقِي . . تفتكر مَيْن يَا رُشْدِي عِنْدَنَا مُمْكِنٌ يَعْمَل الدَّوْر دَه ؟ ” .
وَرَدَ عَلَيْهِ رُشْدِي أباظة قائلًا : “إنت مَجْنُون يَا فَرِيد ، مافيش غَيْرِي أَنَا طبعًا اللَّيّ يَقْنَع النَّاس بكده” ، وَهُوَ مَا حَدَثَ فعلًا ، وَبِالْفِعْل نَجَح فَرِيد شَوْقِي فِي إقْنَاعٌ رُشْدِي أباظة بِأَدَاء هَذَا الْمَشْهَد الْقَصِير جِدًّا إلَّا أَنَّهُ كَانَ مَشْهَد مُؤَثِّرٌ جِدًّا فِي تَارِيخِ السِّينِما الْمِصْرِيَّة وَرُبَّمَا فِي مَسِيرِهِ رُشْدِي أباظة فَقَد تَسَبَّب هَذِه الْمَشْهَد فِي إعَادَةِ النَّظَرِ لِلْحَالَات الْإِنْسَانِيَّة للسجناء ، وَمِنْ ثَمَّ تَمَّت إعَادَة صِيَاغَة الْقَوَانِين ، وَعَمِل قَانُون جَدِيد يَسْمَح للمسجون بِزِيَارَة أَهْلِه بضوابط مُحَدَّدَة وَبِنَفْس طَّرِيقَة الْمُقْطَع الْقَصِير لرشدي اباظة يمكن تشبيه موقف ماري أَلِيزابِيث ليز تَرَأَّس رَئِيس وُزَرَاء برِيطانِيا الَّتِي غادرت مَنْصِبُهَا بَعْدَ سِتَّةِ أَسَابِيع فَقَطْ عَلَى توليها رِئَاسَة الْحُكُومَة ، حَيْث أَعْلَنْت عَن اسْتِقَالَتِهَا
وَقَالَت تَرَأَّس إمَام مُقِرٌّ رِئَاسَة الْحُكُومَة فِي لَنْدَن أَنَّهُ فِي ظِلِّ الْوَضْع الْحَالِيّ لَا يُمْكِنُنِي إتْمَام الْمُهِمَّةِ الَّتِي انتخبني حِزْب الْمُحَافِظِين لِلْقِيَام بها” . وأضافت “لذلك تَحَدّثَت إلَى جَلاَلَةُ الْمَلِكِ (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي مِنْ رِئَاسَةِ حِزْب الْمُحَافِظِين وَلَكِنَّهَا بِالرَّغْمِ مِنْ فَتْرَتِهَا الْقَصِيرَة فِي رِئَاسَة الْوُزَرَاء إلَّا أَنَّهَا قد دَخَلَتْ التَّارِيخِ مِنْ أَوْسَع أَبْوَابِه فَقَد نالَت مَارِيّ أَلِيزابِيث ليز تَرَأَّس شَرَف أَنَّهَا آخِرُ رَئِيس وُزَرَاء برِيطانِي مِنْ بَيْنِ خَمْسَةِ عَشَرَ رئيسًا خدموا فِي عَهْدِ الْمَلَكَة أَلِيزابِيث الثَّانِيَةُ وَهِيَ مِنْ تَوَلِّي الاشراف علي إدَارَة عَمَلِيَّة جِسْر لَنْدَن وَهِي اسْمٌ العَمَلِيَّةُ الَّتِي تَتَضَمَّنُ كُلَّ الإجْرَاءاتِ الَّتِي سَيَتِمّ اتِّبَاعَهَا مِن لَحْظَة وَفَاة الْمَلَكَة إلَى حِينِ دَفْنُهَا ، وَتَوْلِيَة وَلِيُّ الْعَهْدِ الْأَمِير تشارْلز مِلْكًا جَدِيدًا لِلْبِلاَد . وَفْقَ خُطَّةٍ “جسر لندن” فَإِنَّ الْيَوْمَ الْأَوَّلِ لِوَفَاة الْمَلَكَة يُسَمَّى “يوم الانطلاق” ، وَفِيه يَتِمّ إخْبَارٌ رَئِيسِه الْوُزَرَاء ليز تَرَأَّس بِوَفَاة الْمَلَكَة عَبَّر مُرَاسَلَة رَسْمِيَّةٌ وَسَرِيّة مِنْ طَرَفِ “الكاتب الْخَاصّ للملكة” ، وستقوم رَئِيسِه الْوُزَرَاء بِإِخْبَار كِبَار الْوُزَرَاءِ فِي الْحُكُومَةِ ، خُصُوصًا وَزِيرُ الْخَارِجِيَّةِ وَالدِّفَاع والداخلية وَالْخِزَانَة وفي نفس يوم رحيل الملكة إليزابيث الثانية
أَلْقَت رَئِيسِه الْوُزَرَاء البِريطَانِيَّة الْجَدِيدَة آنذاك ليز تَرَأَّس خطابًا تاريخياً، إمَام مكتبها فِي داونينغ سترِيت ، حَيْث ، وَصَفْت فِيه وَفَاة الْمَلَكَة بِأَنَّهَا “صدمة كَبِيرَة لِلْأُمَّة وللعالم”
إذَا بِالتَّالِي فَإِن مَارِيّ أَلِيزابِيث ليز تَرَأَّس بالاشراف علي بتلك الإجراءات الملكية بحق الملكة إليزابيث الثانية والاشراف علي اعتلاء الملك تشارلز الثالث للعرش البريطاني تكون
قَدْ دَخَلَتْ التَّارِيخِ مِنْ أَوْسَع أَبْوَابِه على الرغم مِنْ فَتْرَتِهَا الْقَصِيرَة فِي رِئَاسَة الْوُزَرَاء البِريطَانِيَّة فالتاريخ دائما يُسَجِّل أَبْرَز اللَّحَظَات الْمُؤَثِّرَة وَلَا يَحْتَاجُ إلَيّ التَّعَمُّقِ فِي الْأَحْدَاثِ إلَّا لِمَنْ يُرِيدُ قِرَاءَتِهَا بتمعن

𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

اترك رد