دكتور ياسر أبّشر يكتب : “قحاتة” في أنصار السنة

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

دكتور ياسر أبّشر يكتب :

“قحاتة” في أنصار السنة

أعلن نفرٌ من جماعة أنصار السنة أنهم بصدد التوقيع على المبادرة القائمة على دستور تسييرية المحامين المحلولة، والذي كتبته منظمة PILPG وتبناه ڤولكر والرباعية.

بدايةً يحسُنُ أن نقول إن نسبة هذا النفر بالنسبة لجماعة أنصار السنة تساوي في ضآلتها نسبة قحت إلى مجموع الشعب السوداني. ورغم ذلك فهناك ضرورة لفضحهم، لأن بصلة واحدة متعفنة كافية لإفساد كل البصل الذي حولها إن أهملنا قذفها بعيداً عنه.
صحيح أنهم شرذمة قليلون، لكنهم يدَّعون تمثيل الدين وإخراجنا من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ولا يفرزون أنفسهم من الأكثرية النظيفة في أنصار السنة. من بين مَنْ يقودهم محمد أبوزيد الذي كان وزيراً في الانقاذ، والذي لديه تطبيق سياسي لحديث “كُل مما يليك” كما يقول الاستاذ حسن اسماعيل، وربما لديه نهم للسلطة يفسر به: ” ……… وإذا أكلنا لا نشبع “.
هذا النفر وهو يدَّعي تمثيلاً للمتدينين يشرعن لوثيقة علمانية مناهضة للدين، ورضيَ بأن يكون “مردوفاً”، ورضيَ بالإهانة حين قيل له إنه لن يشارك في اختيار دست الحكم الجديد، لتبقى مشاركته شكلية ديكورية لتجميل المظهر Facade، ومن يهُن يسهُل الهوان عليه، كأنه لا يعلم أن من أهم صفات المتدينين المسلمين الحرص على الكرامة فالقرآن يعلمهم بأنهم “الأعلون” ما داموا مسلمين.
هذه الشرذمة القحاتية من أنصار السنة رضيت بدستور التسييرية الذي ينص في الفصل الثاني مادة 3/8 على أن:
“تلتزم الدولة في خلال 6 شهور، تبدأ من التوقيع على هذا الدستور، بالقيام بمراجعة كافة القوانين السارية بالبلاد وإلغاء أو تعديل كل ما يتعارض مع الحقوق والحريات الواردة فيها”
وهذا يعني:
⁃ تقنين الإجهاض
⁃ تقنين العمل بالجنس وتسمية العاهرات Sex Workers شأنه شأن أي عمل شريف آخر، باسم الحرية، ومن ثم يُلغى تحريم الزنا.
⁃ تجريم تعدد الزوجات.
⁃ إلغاء مرجعية الإسلام في الميراث بحجة المساواة رغم أن الإسلام يرجح تفضيل المرأة في 34 حالة ميراث.
⁃ تجاربهم السابقة في الخمر وعمل قوم لوط لا تترك مجالاً لمتدين بمشاركتهم.
نشأت في أنصار السنة بالسعودية مجموعة شاذة تسمى الجامية المدخلية نسبة إلى محمد أمان الجامي الحبشي الأصل ثم تلميذه ربيع بن هادي المدخلي، وهذه المجموعة تعمل تخصصاً في تبرير عمل الحكام أيّاً كان. قال أحد قياداتهم في فيديو مشهور إنه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى وإن زنى على الهواء في التلفزيون. وقد أفتى مفتيهم “النجمي” بوجوب إبلاغ الحكومات الكافرة في الدول الغربية عن أهل الجهاد، وقال: بأنّ هذا من باب النهي عن المنكر! وهؤلاء يبيحون دخول القوات الأجنبية لبلاد المسلمين. ويرون وجوب مراقبة المسلمين ونقل الأقوال إلى السلطان (التجسّس وكتابة التقارير).
من الواضح أن موقف المجموعة التي تدعم التوجه القحتي في الوثيقة التي يجري إعدادها هو نفس توجه المدخلية، فقد تحدث متحدثهم أنها صارت أمراً واقعاً وطفق يبرر لها ويحاول إيجاد المسوغات لها في سلوك مدخلي صريح. سقط لدى هؤلاء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعناه الذي يعرفه كل علماء المسلمين .
هم الآن يقوون من شوكة العلمانية ويخذلون المسلمين بالتضاد لما يقوله القرآن .
⁃ وقد مَرَدَت هذه المجموعة على التبرير خاصة إن تعلق الأمر بالسعودية. فقد أصدر متحدثهم إسماعيل عثمان بياناً في الأيام الأولى لفاجعة خاشقجي برّأ فيه السعودية. ولما كانت علاقة السودان غير جيدة بالسعودية كانوا يخرجون البيانات ضد موقف الحكومة في قتال جون قرنق
⁃ وهم مستعدون لتكفير الكثيرين لكنهم يجملون كل ما يقوم به حكام السعودية.
⁃ حدثني أحد الشيوخ قال إنه تصادف سفره بالطائرة من السودان مع دبلوماسي سعودي متدين. وقال إن ذلك الدبلوماسي قال له إنه يريد أن يبرّأ ذمته بإفادته أن فلاناً (ذكر له اسم أحد أفراد هذه المجموعة من أنصار السنة) كان يكتب تقارير عنه للسفارة السعودية، وأنه قد أنهى مهمته بالسودان ويريده أن يحذر من هؤلاء فهم بلا دين أو خلق. كل الذي يهمهم إنما هي الدولارات يأخذونها من السفارة آخر الشهر.
⁃ هذه المجوعة تسيئ لجمهرة الأخيار الغالبة في أنصار السنة.

ياسر أبّشر
——————————
26 نوفمبر 2022

اترك رد