محجوب فضل بدری يكتب : مصر والسودان،عبر الحِقَب والأزمان !! (٢/١)

السودان

محجوب فضل بدری يكتب :

مصر والسودان،عبر الحِقَب والأزمان !! (٢/١)

-قد يتبادر،أول ما يتبادر إلی ذهن القارٸ الكريم،وهو يُطالع هذا (العنوان)،إن الكاتب سيعيد كتابة تاريخ شعب وادی النيل،بكل مافيه من إستقامات وإلتواءات،ومن محاسن ومعاٸب،ومافيه من حقاٸق وأباطيل،ومافيه من إنجازات وإخفاقات !!
-لكن المقصود هو غير ذلك،وإن كان قريباً من ذلك، أراد الكاتب ان يبنی فی هذا المقال علی الجانب المضٸ من هذه العلاقة المتشابكة،ولا نقول الشاٸكة، ونظلم شعب وادی النيل،لو أرَّخنا (للعلاقة) مصر والسودان ،بقصة (فتح محمد علی) لإقليمی سنار وكردفان !! فقد بدأت هذه (العلاقة) منذ الأُسرات الأولی فی تاريخ مصر القديم،بدأت بأغراض تجارية،ولوجود حجارة العمارة،ومعدن الذهب،وبالتدريج إمتد نفوذ الحضارة المصرية القديمة فانتقلت من التجارة الی الاحتلال ثم الی التمصير الكامل،ولكن كل ذلك لم يتعدَّ المنطقة الشمالية (إقليم دنقلا) وتكونت مملكة كوش،وزحف ملوكها الی مصر لإنقاذها من سيطرة الليبيين،واندمج (الإقليمان) لما يقارب(٧٥ سنة) تحت مسمی (ملك كوش ومصر) قبل أن تصطدم بمملكة الآشوريين،ويتراجع نفوذهم،الی الداخل حتی بلغ عاصمتهم الثانية فی منطقة شندی،ونقلوا معهم أسس الحضارة المصرية القديمة وطعموها بمٶثرات أفريقية وربما هندية أيضاً،وبذلك انداحت الحضارة المصرية إلی أنحاء القارة الأفريقية۔وذلك ما أثبته المٶرخون ۔
-حملة محمد علی(والی مصر،الألبانی الجنسية) والذی وطَّدَ أركان (حكم الفرد فی مصر) بعدما إستفاد من إنقسام زعماء المماليك،، وتفرق جيشهم المكون من -أخلاط الأتراك والأرناٶوط والمغاربة ونزلاء مصر الأجانب-اختمرت فی ذهنه،فكرة أن يكوِّن جيشه الخاص،يكون خاصته من أبناٸه و(مماليكه البيض) هم ضباطه ،أمَّا جنوده فيكونون من (المماليك السود)،الرقيق،من السودان۔إذاً السبب هو طموح شخصی،لا ناقة لمصر فيها ولا جمل۔وكانت أهداف الحملة هی جلب الرجال والذهب من السودان،وأقام لذلك معسكراً للتدريب فی أسوان،عام١٨٢٠م،،قريباً من السودان،،بعيداً عن القاهرة،إلتزاماً للحذر، بعد تمرد جيشه عليه عام ١٨١٥م وتفاصيل سير الحملة التی قادها (اسماعيل باشا ابن محمد علی،يعاونه صهره محمد بك الدفتردار،ومحمد أغا لاظوغلی) وماصاحبها من إصطياد العبيد،وإرسالهم لمصر،والإستيلاء علی ذهب منطقة بنی شنقول،والمقاومة التی لاقتها الحملة،خاصةً فی دار الشايقية،وإستبسالهم،ولم تضع حادثة إحراق إسماعيل باشا فی شندی،حدَّاً لتلك الحملة،بل زادت ضراوةً بالفظاعات التی إرتكبها الدفتردار إنتقاماً لمقتل صهره،كل ذلك وغيره من وقاٸع، مبذولة فی كتب التاريخ لمن أراد الإستزادة۔ ۔۔يتبع،،

اترك رد