إبراهيم عثمان يكتب: هترشات عند حافة السقوط

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب:

هترشات عند حافة السقوط

▪️ لم يعد اكتشاف عدم كفاءة المسؤول يحتاج إلى وقت كاف للحكم على أقواله وأفعاله، أصبح ذلك هو الانطباع الذي يصل مكثفاً منذ أول إطلالة، وتُصادق عليه أول خمس جمل ينطق بها في منبر عام، ثم يزيده مجمل الأداء اللاحق تأكيداً .. سنظلم وزير الإعلام حمزة بلول إن قلنا إنه يقدم الإثبات الأكبر .

▪️ بدأ عهد قحت بوعود تفجير الطاقات، وحسن الإدارة للموارد الكبيرة، والإعتماد على الذات، وعدم التعويل على الخارج، وكانت حصيلة التنفيذ أن وصلنا إلى مرحلة العجز عن التسيير، وأصبح سقف آمالنا أن يعود ولو بالحد الأدنى الذي يبقينا على قيد الحياة … حتى الأعلاف ضربها القحط وشحت حتى لم يبقَ منها ما يُخدَّر به الشعب سوى وعود العون الدولي التي ستوقف الإنهيار السريع !

▪️ يحتاج أحدنا إلى مغالطة التاريخ، ومعاندة المنطق والبداهات، والاستقالة من التفكير بأبسط طرقه، والتعامي عما يحدث أمامه، وصرف النظر عن النيات المعلنة، وتجاهل الاعترافات الموثقة، ليصدِّق أن أصغر الأحزاب وأخسرها في ظل الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة التي تعطي كل ذي حجم حجمه هي الأحرص عليها !

▪️ لن يكون المرء متجنياً إن جزم بوجود وجه شبه كبير بين مجادلات وفد الحكومة العلمانية الذي يتفاوض مع وفد حركة الحلو بخصوص العلمانية، وبين مجادلة بين إثنين يتفقان على ارتكاب منكر ( شرب خمر، زنا، قمار .. إلخ) لكنهما يختلفان في تقدير مستوى العلنية الذي لا يقودهما إلى المحكمة بشكوى من المارة … الأرجح أن الطرفين سيتفقان في النهاية على مستوى الستر المطلوب .

▪️ قالوا إن الإسلاميين يشوهون الإسلام بدعوتهم إلى تطبيق الشريعة لأن أخطاءهم ستُحسَب على الإسلام، ثم كلفوا من يؤمنون بأن الشريعة في أصلها مشوهة ولا تصلح لعصرنا ولا “لشعوبنا” بإزالة التشويه وتحسين صورة الإسلام !

▪️ إن سلَّمنا، جدلاً، بأن أخطاء البشر تّنسَب إلى المثال الذي يسعون إلى الاقتراب منه، وطبقنا ذلك على العلمانيين، وقلنا إن أخطاءهم ستُنسَب إلى العلمانية، فمن هو ذلك الذي يستطيع أن يزعهم بأن الشيوعيين والجمهوريين والبعثيين أحرص على صورة الإسلام منهم على صورة العلمانية ؟!

▪️ لا أظن أن قصة الدجاجة الصغيرة الحمراء انطبقت على أحزاب مثل انطباقها على أحزاب قحت، فلسان حالها يقول : الحكومة حكومتي، أتيت بها وحدي، وأسير أمورها وحدي، وأعارضها، إن شئت، وحدي، وأحدد سقف معارضتها وحدي، فإن بلغ فشلها حداً جعلها تستحق ثورةً، فسأقود الثورة وحدي، وأرثها، بعد اكتمال فشل الحكومة ونجاح الثورة عليها، وحدي ! … ما مستوى الجهل الذي تحتاجه هذه اللعبة لتنطلي على الناس ؟

▪️ من المضحكات المبكيات أن المكون العسكري هو أمل أحزاب قحت الأول في البقاء في السلطة، وهو أيضاً هاجسها الأول عند التفكير في احتمالات فقدها .. في البداية أرادته حارساً فحسب، على أن تنفرد هي بالقرار، ولكن كلما ازداد الفشل الذي يسوِّغ حدوث ثورة وبالتالي يسوِّغ التجاوب العسكري معها، كلما تنازلت للعسكر حتى كادوا أن ينفردوا بالقرارات الكبرى، وأصبح لكل حزب – عدا السنابل والجمهوري- قائمة تحفظات طويلة على الخطوط العريضة لسياسات النظام .. وفي ظنهم أن هذا وحده سيزيد أمل الحراسة ويقلل هاجس الافتراس !

▪️ ومن المضحكات المبكيات أيضاً أن قائد الدعم السريع يريد أن يتمسك بشرعيتين متنافرتين يعتبرهما أعلى درجات الشرعية: أولى تشرعن وضع قواته وتمنع أي تغيير يمسها، مستمدة من القانون الذي سنه برلمان الإنقاذ المنتخب، وثانية يستحق بها منصبه الرفيع، ويستمدها من دوره الأكبر في إبطال شرعية ذلك البرلمان، وتمكين أحزاب قحت من إبطال أو تعديل كل التشريعات التي أجازها عدا ذلك الخاص بوضع قواته !

إبراهيم عثمان

اترك رد