مهندس محمد فاروق يكتب : المأساة في ملهاة لجنة تمكين التفكيك!

السودان

رصد:الرآية نيوز

مهندس محمد فاروق يكتب :

المأساة في ملهاة لجنة تمكين التفكيك!

الاداء المسرحي للجنة تفكيك التمكين اصبح بايخا، وفِي حلقاته الاخيرة تفوقوا على انفسهم في قصور الخيال!!

وبعيدا عن مفارقة اللجنة لكل قيم العدالة وحكم القانون، يبدو انها لم تبرع كما تريد تصوير نفسها كدرع الثورة وزراعها الامني، والتبرير لتجاوز كل قيم الثورة من اجل حماية الثورة في مغالطة دائما ما يجنح اليها العقل السلطوي في اختطاف الثورات ومقدمة ضرورية للقاعدة في كل الثورات: “القطة التي تاكل ابناءها”، وبعيدا عن المعنى الحرفي لهذه المقولة والمقصود عند ترديدها؛ ابناء الثورة هم قيمها، واعداءها هي الممارسات التي ثارت عليها والقيم التي اسقطتها.

تصوير اخر اخفاقات اللجنة كانجاز امر يجب الوقوف عنده، والوقوف عند هذا الاستخفاف بالعقول: كيف تصور اللجنة ضبط تلفونات عند المعتقلين من النظام السابق انجاز لها! فهذا امر يستحق مساءلة القوات النظامية وادارة السجن، وهو قصور امني عادة ما تستحي الاجهزة الامنية في الافصاح عنه، وربما تميل لتصويره كعملية مقصودة لترصد المكالمات وتوريط المعتقلين وهو ايضا امر غير قانوني..

اغلب التلفونات الا واحدا في الصور المنتشرة لم تكن هواتف ذكية مما يعني انها كانت تستخدم لارسال مسجات واجراء محادثات عادية، وهو امر لا يمكن ان يتفق والسيناريو الذي حاولت لجنة تفكيك التمكين وحواريها تصويره كاختراق لقروبات لتنظيم تظاهرات الثلاثين من يونيو، وغالبا هي بحوزتهم بعلم القائمين على اعتقالهم، فاجراء محادثة من المعتقل امر كان بالامكان حتى في ايام النظام السابق وهو في قمة جبروته رغما عن الاجراءات المتشددة، اما امتلاك موبايل داخل زنزانة والحوجة لشحنه مع ملاحظة انه لا توجد بلكات كهرباء في الزنازين مما يعني انها تشحن خارج الزنزانة وفِي مكاتب السجن فهو يعكس حالة من التراخي والفوضى، او تعامل (حسن) مقصود مع سدنة النظام السابق.

انا أميل لتصديق الاخيرة: اي ان التلفونات المضبوطة هذه كانت بعلم السلطات وبحبوحة مقصودة من البعض ممن رأى تقلب الحال وانقلاب الامر فلم يآمن الدنيا او يضمن دوامها، ارادت حاضنة قحت ان تجعل منها فزاعة للثلاثين من يونيو دون بذل عناء لمخاطبة حقيقية لدعوات الخروج هذه غير ربطها بالنظام السابق ومخططات الدولة العميقة، ودون الانتباه لما كسبت ايديهم..

سوء حظ رموز النظام السابق جعل امر تلفوناتهم تقع ضحية قلة حيلة لجنة تفكيك التمكين وهي حيرى امام دعوات الثلاثين من يونيو، وهي دعوة لي عودة اليها ولقلة الحيلة عند البعض من الجانب الاخر..

اترك رد