في خطوة وصفتها مصادر مطلعة بأنها “تحول استراتيجي غير مسبوق”، أعلن جهاز المخابرات العامة، من مقره الجديد بمدينة بورتسودان، عن سلسلة تغييرات داخلية شملت ترقية عدد من الضباط وإحالة آخرين إلى التقاعد، إلى جانب تكليف قيادات جديدة بمهام نوعية.
هذه الإجراءات تمّت ضمن خطة موسعة لإعادة هيكلة الجهاز بما يتماشى مع تطورات المشهد الأمني الإقليمي والداخلي.
وأكد البيان الصادر عن الجهاز أن القرارات تأتي في إطار الترتيبات الدورية التي درجت المؤسسة الأمنية على اتخاذها سنويًا، غير أن توقيتها وطبيعة الأسماء المشمولة أعطت انطباعًا بوجود ديناميكية جديدة داخل منظومة القيادة الأمنية العليا.
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام رسمية مراسم تكريم لعدد من الضباط المُحالين إلى التقاعد، حيث أشاد المسؤولون بما قدموه من “عطاء وطني مشهود في أحلك الظروف”. ووصفت قيادات رفيعة هؤلاء بأنهم “جنود الظل الذين صانوا أمن الدولة لعقود”.
بعض التكليفات الجديدة شملت إدارات حساسة معنية بمتابعة ملفات خارجية معقدة، ما يعزز فرضية أن الخطوة ليست إدارية بحتة بل مرتبطة بتحديث استراتيجيات الرصد والمواجهة الاستباقية.
وجدد جهاز المخابرات العامة التزامه “بثوابت الأمن القومي”، مؤكدًا عزمه على تطوير قدراته البشرية والتقنية لمجابهة ما وصفه بـ”التحديات المتزايدة في الداخل والخارج”.
التحليلات تشير إلى أن الجهاز يسعى لإعادة ضبط تموضعه على الخريطة الأمنية، وسط تغيرات لافتة يشهدها السودان على مستوى مراكز القوى والمؤسسات السيادية.
