إبراهيم عثمان يكتب : أوان المصالحة الجزئية أم الدوس المؤجل ؟

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

أوان المصالحة الجزئية أم الدوس المؤجل ؟

( لو أردنا ان نبني الناطحات ونحيا مترفين لفعلناها حيث كان الذين يتعالى صراخهم الآن يوزعون خيرات البلاد على من يهادن او يطأطئ الرأس) – وجدي صالح

( .. مجموعة ثالثة من الساسة والكتاب وأصحاب الأموال اختاروا في لحظة التاريخ الحاسمة الجانب الخطأ فسقطوا مع النظام البائد وهؤلاء هجومهم على اللجنة مداراةً لعوراتهم وتكنيك بدائي قائم على نظرية خير وسيلة للدفاع الهجوم . لهم نقول : كنتم صحبة راكب، ونحن في شغل بصاحب الدابة، وإنما نؤجلكم ليوم قريب)
– محمد الفكي متوعداً منتقدي لجنة التمكين

المؤكد أن شماعة النظام البائد قد سقطت لكثرة ما عُلِّق عليها طوال سنتين من الفشل، ولجنة التنكيل من أكثر الجهات التي تسببت في سقوطها، والإنتقادات للجنة تأتي من أطراف كثيرة غير أنصار النظام السابق، والتسريبات الأخيرة من الخطورة بحيث يجب أن تثير غضب وانتقادات الجميع وليس أنصار النظام السابق فقط، فضررها يشمل الجميع ..

هذا التصريح للأستاذ وجدي صالح يصف – ضمناً – شركاء الإنقاذ بالمهادنين الذين طأطوا رؤوسهم وامتلكوا الناطحات :-
▪️ أن تكون الأموال و( الناطحات ) هي أول ما يخطر على بال الأستاذ وجدي عندما يفكر في شكل مشاركته المفترضة في الإنقاذ، فهذا يؤشر إما إلى “زنقته” الخاصة لعلمه بخطورة التسريبات الأخيرة، الأمر الذي اضطره إلى هذا النوع من الدفاع الضعيف ، أو يؤشر إلى أهمية الأموال عنده، ونظرته إلى الاتفاقات السياسية كصفقات مالية، أو الإثنين معاً.
▪️ حديثه هذا لا يخلو من التدليس والتطفيف فمن بين شركائه في السلطة اليوم كثر شاركوا الإنقاذ، فإما أنه يعلم بأنهم لم يشاركوا مقابل ناطحات فبالتالي هو يعلم أن الشراكة لم تكن بيعاً وشراءً، إذن هو مدلس ، أو إنه يعلم إنهم شاركوا مقابل الثمن الذي ذكره فصمت عنهم ولم يصادر ( ناطحاتهم ) فقط لأنهم شركاءه وهذا تطفيف بل فساد !
▪️ طوال الفترة الماضية لم نسمع ب ( ناطحة ) لأحد من ( شركاء ) الإنقاذ من الأحزاب أو الحركات قامت اللجنة بمصادرتها، فأين هي الناطحات المزعومة للمرحوم الشريف زين العابدين الهندي، وبشير آدم رحمة، وعبد الله مسار ، وموسى محمد أحمد، والحسن الميرغني، وعبد الرحمن الصادق، والتجاني السيسي، وحاتم السر، وأحمد سعد عمر، والصادق الهادي وغيرهم، بل أين (الناطحات) المزعومة لكثير من رموز الإنقاذ ومن صفها الأول؟
▪️العمل الرئيسي للحكومة الآن والذي تمثله مبادرة حمدوك هو استقطاب كل من شاركوا في الإنقاذ عدا المؤتمر الوطني، فهل سيستقطبونهم بناطحاتهم المزعومة ويخسروا تمويلاً سهلاً للحكومة المفلسة أم سيجردونهم منها أولاً، أم إنها مجرد إفتراءات من متهوم يبحث عن أي قشة يتعلق بها ؟
▪️الأستاذ محمد الفكي، الذي يتوعد شركاء الإنقاذ بانتقام قريب، يسعى منذ فترة لتكبير كومه عبر الوحدة الاتحادية التي تجمعه مع شركاء أساسيين للإنقاذ، وهذا تناقض واضح، اللهم إلا إن كان المقصودين بالوعيد هم فقط من ينتقدون اللجنة !
▪️ هناك كتاب لا يمكن للأستاذ الفكي أن يضعهم في قائمة أنصار الإنقاذ، وبعض هؤلاء أصبحوا من أشد منتقدي اللجنة، واللجنة أشد غضباً منهم، فهل هم أيضاً في قائمة الانتظار للدوس القريب ؟!
▪️ فكرة ترتيب المستهدفين بأعمال اللجنة وفق معدل العداوة هي أيضاً فكرة لا تمت للعدالة بصلة، وما كان لها أن تمر دون أن تثير الجدل القانوني والسياسي إلا لكثرة العك والفوضى الضاربة بأطنابها في كل المجالات بحيث لا يستطيع المراقبون أن يلاحقوا كل أوجهها.
▪️ فكرة التأجيل لحين قريب لمن كانوا ( صحبة راكب ) تصادر العدالة في كل الأحوال، فإن كان المقصودون بها قد سرقوا ففي التأجيل تضييع للعدالة،
ولأموال تحتاجها الحكومة المفلسة التي يتزايد عجزها عن التسيير في كل يوم ويشمل قطاعات جديدة .. أما إن كانت جريمتهم هي أنهم ( كانوا في الجانب الخطأ ) فيجب في هذه الحالة إصدار قانون جديد يصف الجريمة بدقة ويحدد العقوبات، على أن تسري على جميع (المتورطين) وليس فقط الذين يتجرأون على الهجوم على اللجنة .

هل حان وقت (الدوس المؤجل) ومصادرة الناطحات المزعومة المسروقة من ( خيرات البلاد ) ومعالجة نقص الأموال، أم وقت (المصالحة الجزئية) مع شركاء الإنقاذ ومعالجة نقص الشعبية ؟ أم إن الأولى مجرد اتهام هروبي لا ترجمة حقيقية له، والثانية هي المطلوبة لأن حجم الفشل كبير والحكومة بلا شعبية وإنقاذها هي المهمة الأولى بالاهتمام؟

إبراهيم عثمان

اترك رد