محمد طلب يكتب : الامتحانااااااااااااااات

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد طلب يكتب :

الامتحانااااااااااااااات

عندما كنا بالجامعة كانت فرقة (الجو الرطب) لها عمل بذات العنوان تحتوي بداية العمل علي سؤال جوهري يقول :-
لماذا يمتحنونناااااااا؟؟ ثم يصمت قليلاً علي طريقة (الشيخ كشك) رحمه الله
ويضع لهذا السؤال اجابات ساخرة جداً ومنها مثلاً :-

هل نحن حرامية؟؟؟ !!!!!!
ام لكشف عيوبنا!!!!… ثم صمت اطول علي طريقة (كشك) ثم ياتي بعدها صوتاً قوياً غاضباً… ألا تدرون ان من كشف عيب اخيه كشف الله عيبه… فينفجر الجمهور ضاحكاً… وهكذا

قفز الي ذهني هذا العمل (الحلمنتيشي) وانا اتابع امتحانات مرحلة الاساس وما قبلها الي اعلان النتيجة و المؤتمر الصحفي… واتسأل هل طرحت وزارة التربية والتعليم سؤال (الجو الرطب) علي نفسها وحددت لماذا تمتحن الطلاب؟؟؟؟
وما هو الهدف من ذلك؟؟؟
لا اعتقد اني سوف اجد اجابة شافية لذلك ونتيجة الامتحان نفسها توضح ما اريد معرفته… …
فليس من المقبول اوالمعقول ان يشترك عشرات الطلاب في المركز الاول والثاني و الثالث وغيره ليتحول العشرة الاوائل الي مئات والمئة الاوائل الي الاف… وهكذا………
مما يدل علي ان هناك خلل كبير في هذه الامتحانات وان اسلوبها لايستطيع التمييز بين مئة تلميذ في مرحلة الاساس والنتيجة هي اشتراكهم في المراكز المتقدمة …

والامر الاغرب ان ادارة الامتحانات تعلم تمام العلم ان طلابها لا يجيدون ( القراءة والكتابة) لذلك تعمد لخلق امتحانات لا تعتمد اجوبتها علي الكتابة اطلاقاً وتضع اسئلة الغرض منها حصول اكبر عدد من التلاميذ علي اجابات صحيحة لرفع نسبة النجاح وبيان نتيجة (كذوبة) تؤكد ان العملية (التربوية والتعليمية) ما زالت بخير وهذه اكبر( اكذوبة) في تاريخ السودان الحديث… ويتضح ذلك جلياً في مخرجات العملية (التربوية والتعليمية) ويدخل الجامعات طلاب لا يجيدون (القراءة والكتابة) ويتخرجون منها بذات المستوي..

و تعتمد الامتحانات في الغالب علي الاسئلة الاختيارية التي ترتكز علي وجود اجابة صحيحة واحدة بين عدة اجابات Multiple
Choice Questions

ولا اريد الخوض في تفاصيل هذا النوع من الاسئلة باشكاله المختلفة والخلل الكبير به في ظل وجود مصالح ومدارس خاصة و(مراقبة فاكة) وعدم امانة …. وتدهور مريع في مستوي القراءة والكتابة و التعليم العام والعالي…

ما حدث للتعليم في السودان يحتاج لمراجعات كبيرة وعميقة وتغيير جذري…

كان من المطالب التي ارادها (الجو الرطب) ان تكون المسافة بين الطالب والاخر( شبر علي الاكثر) تحقيقاً لمبدأ (حبيبي اكتب لي وانا اكتب ليك) وقد تحقق اكثر من ذلك (فلا توجد كتابة اصلا الان) ويمكن بقلم واحد فقط ان يحل كل الفصل الامتحان في اقل من الزمن المحدد ( والله جد)

في مثل هذه الايام تنشط المدارس الخاصة في احتفاليات غريبة (متحركة) (من بيت لي بيت) غناء وعرضة وتكاليف لكل الاطراف… الغرض الاساسي منها هو الدعاية لتلك المدارس التي تتسابق (للحظوة الطلابية)…وللضحايا الجدد

نتوقع ان تنقرض المدارس الحكومية في السنوات القادمة.. ولا ندري الي متي هذا الاهمال وعدم الاهتمام بهذه المدارس….

وفي الختام تحية كبيرة (لجماعة الجو الرطب)
التي تحققت كل امنياتها التي ما كانت تحلم انها سوف تتنزل علي ارض الواقع في يوم ما…

اما سوداني وخليك سوداني ورعاية المؤتمر الصحفي والمبالغ الطائلة التي تحصلت عليها من رسائل المجموع والتفاصيل فهذه قصة اخري

سلام
محمد طلب

اترك رد