دكتور ياسر أبّشر عبد المجيد يكتب : التدريب على فنون السِّحَاق في السودان

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

دكتور ياسر أبّشر عبد المجيد يكتب :

التدريب على فنون السِّحَاق في السودان

قبل سنوات لفت انتباهي صوت أطفالي وهم يضحكون أمام منزلنا. ولما سألتهم قالوا لي: إن سيارة فيها عدد من شباب خواجات مَرّت أمام المنزل وصاحوا فيهم Niggers…… Nigger عبيد عبيد عبيد. ورغم فداحة الكلمة وانحطاطها فقد وجدت فيها جانباً إيجابياً!!!

نعم سادتي فقد أردت أن يُحس أبنائي بوخزة العنصرية البغيضة بأنفسهم وبشكل مباشر First Hand لتؤلمهم فيجتنبوها.
ومن منا من لم تصبه سهام العنصرية في الغرب!!!

وفي تغطية المراسلين الغربيين لعمليات لجوء الأوكرانيين لبولندا في الأيام الفائتة عبر أولئك المراسلون عن عنصرية فجّةٍ قذرة حين فضَّلوا اللاجئين الأوكرانيين البيض ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر على اللاجئين الآسيويين والسوريين والأفارقة الذين كانوا طرقوا حدود بولندا فقابلتهم بالكلاب والرصاص تصُدّهم حتى مات بعضهم جوعاً وبرداً. وأسرعت الحكومات الغربية فجَهّزت كل احتياجات اللاجئين البيض، مأوى وطعاماً ودواءً. ورأى العالم كله تلك العنصرية.

فالغرب في تعاليه ينسى أن بعض دوله قامت بل تقوم نهضتها ورفاهيتها علينا نحن الفقراء. وكمثال واحد نذكر ما اعترف به رئيس فرنسا الأسبق جاك شيراك سنة 2008 الذي قال: من دون إفريقـيا فرنسـا ستنزلق إلى مرتبة دول العـالم الثالث.
1-حديد برج ايفيل مسروق من الجزائر
2-سيارات فرنسية = حديد موريتانيا والجزائر
3- كهرباء فرنسا = يورانيوم النيجر
4- وقود فرنسا = بترول الجزائر والغابون
5-هاتف فرنسا = كوبالت الكونغو
6- أثاث فرنسا = خشب الكونغو برازافيل
7- شوكولا فرنسية = كاكاو ساحل العاج
8- عطور فرنسا = جزر القمر
9-المواد الخام والذهب الفرنسي = مناجم مالي
10- اليورانيوم الثمين = تشاد
11- نسيج القطن الفرنسي = قطن السنغال
12- الألماس الفرنسي = ألماس غينيا
وهناك أربعة عشرة دولة إفريقية على الأقل، تنهب فرنسا ثرواتها وتفرض عليها عملتها (الفرنك)
لا تستغرب، فرنسا تستخرج أكثر من 30 ٪ من مخزون اليورانيوم من النيجر لتستغله في مفاعلها وإنتاج الكهرباء بينما 90 ٪ من سكان النيجر بدون كهرباء.
لا تستغرب، فرنسا تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في احتياطي الذهب رغم أنها لا تمتلك منجم ذهب.
فـي الوقت نفسه دولة مالي تمتلك 750 منجم ذهب، ولا يوجد عندها أي احتياطي ذهب.
خدعونا وقالوا دول عظمى!!، وهي في الحقيقة دول لصوص قائمـة على السرقـة والنهب.
دول رفاهها على حساب بؤسنا!!
دول تُلقي فتاتها الى كلابها وهذا ليس دليل كرم، انما دليل خبث وهو جزء يسير مما ينهبونه
ولهذا يريدوننا مفكَّكين ضعفاء حتى يستمروا في نهبنا، لتظهر بمظهر دور المحسن الكريم
فرنسا لا تحتل هذه الدول التي تنهب مواردها وثرواتها. فقط أرسلت كرزايات لتلك الدول مثلما أرسلت هي وشقيقاتها الغربيات كرزايات للسودان بعد ثورة الندامة المصنوعة. وليبدو عملهم بريئاً أقاموا منظمات عديدة وأعطوها أسماء جذابة. أنفقوا عليها مئات ملايين الدولارات.
في هذا الصدد آمل أن توافينا المنظمات الآتية بالمشروعات التنموية التي نفَّذتها، ومشروعات الإعمار والتنمية التي أقامتها. ومشروعات الخدمات التي نَعِمَ بها شعبنا. المنظمات المواجهة بهذا التحدي هي:
١- مشروع الفكر الديمقراطي..
٢- منظمة لا لقهر النساء.
٣- منظمة عاين الإعلامية.
٤- منظمة داليا الروبي الإعلامية.
٥- منظمة العمل المدني.
6- هيئة محامي دارفور.
7- الديمقراطية أولاً.
8- صيحة النسوية.
9- صحيفة الديمقراطي.
10- صحيفة الحداثة.
11- مركز الخاتم عدلان للاستنارة.
12- منظمة أوبن سوسيتي.
13- المركز الأفريقي للعدالة.
14- شبكة الصحفيين السودانيين.
١٥- تلفزيون سودان بكرة
١٦- منظمة عديلة
١٧- منظمة سوديا
١٨- مركز محمود محمد طه
١٩- منظمة Civic Lab
والقائمة تطول.

هذا بجانب ما يقوم به معهد جوته، والمركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي البريطاني وهيئة المعونة الأمريكية وغيرها من مؤسسات غربية تمول تلك المنظمات.
ولك أن تتساءل: أين مشروعات حصاد المياه وأجهزة غسيل الكلى والمراكز الصحية ومحطات إكثار البذور وأجهزة العمليات الجراحية ومراكز التدريب المهني التي نفذتها هذه المنظمات وميزانياتها المليارية خلال أربعين عاماً؟

والإجابة سهلة: فما لمثل هذا أُنشئت هذه المنظمات. لقد أنشئت من أجل تنفيذ برامج كتلك التي أعدتها لجنة الحريات الدينية The U.S. Commission on International Religious Freedom , والتي سبق أن فَصّلت مفرداتها في مقال سابق وأشرت لما نفذته في تغيير مناهج الدين في السعودية والأمارات؛ لأجل إحداث تغيير تقافي أنشئت هذه المنظمات؛ ولأجل التجسس وكتابة التقارير عن كافة مناحي حياتنا؛ وتزعم بعضها أنها تراقب انتهاكات حقوق الإنسان.

وهل هناك من انتهك حقوق الإنسان في العراق وأفغانستان وقوانتينامو أكثر من الدول الغربية؟ وهل هناك من باعنا عبيداً بالقدر الذي فعلته الدول الغربية!!؟
عبيدنا نحن يروجون لما يحط القيم، وليس أدل على ذلك من ترويجهم لسيداو CEDAW. المثير للعجب أن سيدتهم أميركا ترفض سيداو، وقالت عنها:- الاتفاقيّة المذكورة فيها تعد على حريّة الأديان وهو أمر يعارض الدستور الأمريكي
-الاتفاقية تتدخل في الحياة الأسريّة
-الاتفاقيّة لا تجرّم البٍغاء، وتعدّه أمراً مشروعاً كسائر أنواع التجارات.
⁃ الاتفاقيّة تبيح الاجهاض وهو موضوع خلاف كبير داخل المجتمع الأمريكي.
⁃ الولايات المتحدة لا تسمح لجهة خارجيّة بمراقبة أفراد مجتمعها.
الدول الجادة تفرض معرفة الميزانيات والأموال التي تنفقها الدول الغربية على المنظمات وتشترط معرفة برامجها وأوجه إنفاق الأموال. مصر القريبة تفعل هذا. لكن السودان بلا دولة!!!
كُلفت المنظمات بالتنسيق مع الممولين الغربيين بتنفيذ برامج يعطونها أسماء جذاباً للشباب “كبرنامج تدريب القيادات الشابة السودانية” الذي أعلنت مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية بالخرطوم بالتعاون مع (مركز جسر للتنمية) يوم 1 مارس الماضي. ولكن محتويات برامج التدريب هي للترويج للثقافة الليبرالية الغربية وتحقير أخلاقنا وقيمنا الإسلامية وثقافتنا التي “تضطهد المرأة”!!!. ليتشرب الشباب – من بين مفهومات عدة – مفاهيم التسامح مع قوم لوط والسحاقيات وإقناعهم أن لهؤلاء حقوقا.
تنظم المنظمات هذه الدورات فيندفع إليها شباب أغرار ضعاف الفكر والتجربة. وعبيد منظمات العُملاء لا يعرفونهم بعنصرية الغرب التي اضطهدت إخواننا اللاجئين في بولندا وأوكرانيا وشقيقاتها الغربيات.وسنفصّل لاحقاً برامج هدم القيم الذي تقوم به هذه المنظمات .
ولقد صدق نابليون حين احتقر الجاسوس النمساوي الذي سهل له دخول بلاده حين قال:
“مثل الخائن لوطنه.. كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص.. فلا أبوه يسامحه.. ولا اللصوص يحترمونه ويشكرونه”

دكتور أبّشر عبد المجيد
———————————
5 مارس 2022

 

اترك رد