في تحول لافت وسط اضطراب اقتصادي متصاعد، أفادت مصادر موثوقة في السوق الموازي بالخرطوم بأن أسعار العملات الأجنبية واصلت استقرارها عند مستويات مرتفعة، ما يعكس حالة ترقب غير معلنة في الأسواق المالية، وسط غياب أي تحركات واضحة من البنك المركزي السوداني.
ووفق معلومات حصل عليها ” الراية نيوز ” سجل الدولار الأمريكي 3660 جنيهًا سودانيًا، مستقرًا دون تغيير يُذكر منذ أيام، فيما حافظ الريال السعودي على مستوى 976 جنيهًا، والدرهم الإماراتي عند 997.275 جنيهًا، في مؤشر على جمود نسبي يخالف توقعات المضاربين بعد سلسلة ارتفاعات متلاحقة.
أما العملات الأوروبية، فقد بلغ سعر اليورو 4305.8823 جنيهًا، فيما استقر الجنيه الإسترليني عند 4945.945 جنيهًا، وسط تداولات وصفها مراقبون بأنها “أقل من المعتاد” رغم الطلب المتزايد على العملات الصعبة في السوق السوداني.
وعلى صعيد العملات الخليجية، سجل الدينار الكويتي أعلى سعر صرف بـ11935.48 جنيهًا، تلاه الريال العماني بـ9700 جنيه، ثم الدينار البحريني بـ9631.578 جنيهًا، في حين بلغ سعر الريال القطري 1005.4945 جنيهًا. ولفت المصدر إلى أن التحويلات الشخصية تشكل نسبة كبيرة من الطلب على هذه العملات.
وفي مفارقة تثير التساؤلات، ظل الجنيه المصري محافظًا على سعره عند 73.5 جنيهًا سودانيًا، رغم التغيرات المتسارعة في السوق السودانية والمصرية على حد سواء.
ويأتي هذا التوازن النسبي بعد موجة صعود حادة ضربت السوق الموازي مؤخرًا، وسط تزايد الاعتماد عليه كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية، في ظل انهيار السيولة الرسمية وتراجع الاحتياطي النقدي، بينما تغيب أي مؤشرات على تدخل وشيك من السلطات المالية.
محللون يرون أن هذا الجمود قد لا يستمر طويلًا، خاصة مع اقتراب مواسم تجارية كبرى وزيادة الحاجة إلى النقد الأجنبي، ما قد يعيد إشعال المضاربات إذا لم تُطرح حلول رسمية تحد من تغوّل السوق غير الرسمي.



