قفز سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزًا 3660 جنيهًا في السوق الموازي، في ظل تدهور اقتصادي متسارع وفقدان شبه تام للسيطرة على السياسة النقدية.
ووفق معلومات حصل عليها “الراية نيوز”، فإن الفارق بين السعر الرسمي والموازي للدولار أصبح فادحًا، مما دفع إلى موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
أفادت مصادر مصرفية مطلعة أن التداولات في السوق السوداء سجّلت أرقامًا أعلى من المعلَن، وسط حالة من الذعر المالي وتراجع الثقة في العملة الوطنية. وبلغ سعر الريال السعودي 976 جنيهًا، والدرهم الإماراتي 997.275 جنيهًا، في حين تخطّى اليورو 4305.88 جنيهًا، والجنيه الإسترليني 4945.94 جنيهًا.
تضخم بلا سقف وانكماش اقتصادي حاد
وفق تقارير حديثة لصندوق النقد الدولي ومجموعة الأزمات الدولية، يقف السودان على أعتاب “انهيار اقتصادي شامل”، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية، وانهيار الإنتاجين الصناعي والزراعي، ما ساهم في تعميق الأزمة الإنسانية وتهالك القوة الشرائية للجنيه.
الدولار يبتلع الجنيه.. وتحذيرات من تفكك نقدي
أكد خبراء ماليون أن العجز المزمن في موارد النقد الأجنبي، بالتزامن مع الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، دفع الأسواق إلى انفلات غير مسبوق. التحويلات توقفت، والإنتاج المحلي انهار، والبنك المركزي في موقف المتفرج.
المخاوف تتصاعد من دخول السودان في مرحلة “تفكك نقدي”، إذ لا تزال السوق الموازية تتحكم فعليًا في تحديد سعر الصرف، مع غياب آليات رقابة فعالة أو تدخل جاد من الجهات الرسمية.
أسعار الصرف الأخرى:
- الجنيه المصري: 76.68 جنيه
- الدينار البحريني: 9631.57 جنيه
- الريال القطري: 1005.49 جنيه
- الريال العماني: 9700 جنيه
- الدينار الكويتي: 11935.48 جنيه
الحياة المعيشية تنهار.. والشارع في حالة ترقب
أظهرت مقاطع مصورة من الخرطوم ومدن أخرى طوابير طويلة للحصول على السلع الأساسية، وسط ارتفاع يومي للأسعار وانهيار حاد في الخدمات العامة. المواطنون باتوا في سباق يومي لتأمين احتياجاتهم وسط تسعير متقلب وغير مستقر.
مطالب بإصلاحات حاسمة
طالب محللون اقتصاديون الحكومة الانتقالية بإجراءات فورية تشمل توحيد سعر الصرف، وضبط الكتلة النقدية، وتشديد الرقابة على السوق الموازي، مؤكدين أن أي تأخير سيفاقم الأزمة ويجعل من استعادة الاستقرار الاقتصادي أمرًا بعيد المنال.
تحذيرات دولية من شبح الانهيار
أفادت تقارير حديثة للبنك الدولي أن السودان بات من أكثر الاقتصادات هشاشة في إفريقيا، وأن استمرار الانهيار النقدي سيقود إلى “شلل اقتصادي” كامل، ما لم يتم تدارك الموقف بخطة إنقاذ وطنية عاجلة.
