
متابعات – الراية نيوز – وجّه ياسر عرمان، القيادي في تحالف “صمود”، نداءً عقلانياً وإنسانياً إلى طرفي النزاع في السودان، مطالباً باحترام حق المدنيين في حرية الحركة والتنقل، وهو حق مكفول بموجب القانون الإنساني الدولي. وأوضح أن الغالبية الساحقة من السودانيين، الذين لم يشاركوا في هذه الحرب، وجدوا أنفسهم ضحايا لصراع لم يختاروه، محاصرين بين سلطتين تتنازعان الأرض والناس معاً.
عرمان أشار إلى أن مصير المدنيين بات مرهوناً بخريطة السيطرة العسكرية، فحيثما وُجدوا، يُصنَّفون تلقائياً كموالين للطرف المسيطر، دون اعتبار لإرادتهم أو موقفهم، ما يجعلهم عرضة للاعتقال أو التنكيل بمجرد تغيّر الجهة المسيطرة، وكأنهم قطع شطرنج تُحرّكها القوة لا الحق.
ونوّه إلى أن هناك آلافاً من المحتجزين والأسرى لدى الطرفين، يعانون أوضاعاً لا تليق بالكرامة الإنسانية، وقد فقد كثيرون حياتهم نتيجة للتعذيب أو الإهمال، في ظل غياب أي شكل من أشكال العدالة أو المحاسبة. واعتبر أن هذه المأساة لن تنتهي بانتهاء الحرب، بل ستظل أثراً غائراً في الضمير الجمعي للمجتمع السوداني.
وتحدّث عن مأساة ملايين المدنيين الذين يُمنعون من التنقل حتى لأبسط الحاجات: أداء الشعائر الدينية، الخضوع للعلاج، تقديم الامتحانات، أو حتى حضور جنازة قريب. كل تلك الحقوق، التي يجب أن تكون بديهية، أصبحت رهينة للتجاذبات العسكرية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية.
وأكد عرمان أن الحرب دخلت عامها الثالث دون أفق واضح للسلام، مما يستدعي التحرك الفوري للمطالبة العلنية بحرية الحركة للمدنيين، ورفض تحويل خطوط السيطرة العسكرية إلى حدود نفسية وجغرافية تقسم الوطن والناس.
وختم بالدعوة إلى المجتمع الدولي، ومنابر الوساطة، والمنظمات الإنسانية، للقيام بدورهم الأخلاقي والسياسي في الضغط على أطراف النزاع، لضمان حرية تنقل المدنيين، وتمكينهم من ممارسة حياتهم وحقوقهم دون خوف أو قيود. فالسودانيون، وعلى رأسهم النساء والأطفال وكبار السن، هم من يدفع الثمن الأكبر لصراع مسلّح يستهدف ما تبقى من كرامة الإنسان.