شهدت أسعار التحويل من الجنيه المصري إلى الجنيه السوداني قفزة مفاجئة في السوق الموازي اليوم السبت، 11 أكتوبر 2025، وفق معلومات حصلت عليها ” الراية نيوز” وأكدت البيانات أن قيمة الجنيه السوداني سجلت تراجعًا جديدًا، وسط حالة من عدم الاستقرار وتضارب الأسعار بين التطبيقات البنكية وخدمات الدفع الإلكتروني.
ارتفاعات متفاوتة عبر المنصات الإلكترونية
أظهرت مقاطع مصورة من تطبيقات تحويل شهيرة مثل “بنكك” و”فودافون كاش” و”إنتساب باي” تسجيل أسعار غير مسبوقة اليوم، إذ بلغ سعر التحويل:
- 75.2 جنيهًا سودانيًا لكل جنيه مصري عند تحويل مبالغ تتجاوز 10,000 جنيه مصري.
- 75.3 جنيهًا سودانيًا للتحويلات الأقل من 10,000 جنيه مصري عبر نفس القنوات.
- أما عبر “إنتساب باي” بالتحويل البنكي المباشر، فقد استقر السعر عند 75.5 جنيهًا سودانيًا بشكل موحد.
- خدمات مثل “فوري” و”أمان” أضافت 2 جنيهًا سودانيًا فوق السعر الأساسي، ما رفع الكلفة الإجمالية للتحويل.
قفزة حادة مقارنة بالأيام الماضية
ووفق بيانات ، فإن الأسعار الحالية تُعد الأعلى منذ أسابيع، حيث تراوحت الأسعار سابقًا بين 65.3 إلى 67 جنيهًا سودانيًا لكل جنيه مصري، ما يؤكد وجود ضغط متصاعد على الجنيه السوداني نتيجة تراجع المعروض من العملات الأجنبية.
شح السيولة يدفع إلى الرقمنة القسرية
أفادت مصادر مصرفية أن ندرة السيولة في البنوك السودانية دفعت شريحة واسعة من المواطنين والتجار للاعتماد الكامل على التحويلات الرقمية لتجاوز الأزمات اليومية. كما لوحظ ارتفاع حجم الطلب على خدمات التطبيقات المصرفية، خاصة في المعاملات العابرة بين السودان ومصر.
سوق بلا استقرار.. وفجوات سعرية تزداد
غياب سياسة مالية موحدة في السودان وتفاوت الكفاءة التقنية بين المنصات أدى إلى ظهور فجوات سعرية يصعب تتبعها. التحويلات الإلكترونية باتت تشكل ميدانًا تنافسيًا غير منظم، حيث تختلف الأسعار بشكل لحظي، ويغيب السعر المرجعي الرسمي، ما يفتح المجال أمام مزيد من المضاربات.
أسباب اقتصادية عميقة وراء التراجع
يرى محللون أن الانخفاض المستمر للجنيه السوداني يُعزى إلى ضعف الإنتاج المحلي، وتقلص الصادرات، وتراجع التحويلات البنكية الدولية. كما يُتوقع استمرار المنحى التصاعدي لأسعار التحويل في ظل غياب مؤشرات قوية على تحسن الوضع النقدي أو تدفق العملات الصعبة إلى البلاد.
