أفادت مصادر بأن سعر الدولار الأميركي تجاوز حاجز 3700 جنيه سوداني في بعض المدن، في قفزة غير مسبوقة وصفها خبراء بـ”الانفجار النقدي”، وسط تفاقم الانهيار الاقتصادي وتدهور ثقة السوق بالنظام المصرفي الرسمي.
وفق معلومات حصل عليها ” الراية نيوز” سجّلت أسعار العملات الأجنبية اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 تباينًا حادًا بين المدن السودانية، حيث تراوح الدولار ما بين 3550 و3700 جنيهًا للبيع، بينما بلغ سعر الشراء ما بين 3500 و3660 جنيهًا، في وقت أظهرت مقاطع مصورة من الخرطوم وصف السوق بـ”الفوضى الكاملة”.
وبحسب متعاملين، ارتفعت أسعار الريال السعودي إلى حدود 986.6 جنيهًا، بينما بلغ الدرهم الإماراتي أكثر من 1008 جنيهات، وصعد الجنيه الإسترليني إلى قرابة 4933 جنيهًا، وسط تضخم متسارع في أسعار السلع الأساسية تجاوزت نسبته 300% خلال أشهر قليلة.
البيانات تُظهر تدهورًا تجاوز 560% في قيمة الجنيه مقارنة بسعر صرف الدولار قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، حين لم يكن الدولار يتجاوز 560 جنيهًا. هذا الانهيار السريع يعكس، وفق مختصين، انهيار أدوات السياسة النقدية وتراجع الإنتاج والصادرات.
وأكدت مصادر اقتصادية أن السوق الموازي بات المتحكم الأول في حركة العملات، مدفوعًا بتراجع الثقة في البنوك وهروب الاستثمارات الأجنبية ونزوح رؤوس الأموال، مشيرين إلى أن الحكومة تلجأ لبيع النقد الأجنبي لتغطية نفقاتها، مما يفاقم الأزمة.
وأشار محللون إلى أن الحرب المستمرة منذ 2023 دمّرت البنية التحتية الاقتصادية، وأفقدت الدولة السيطرة على أدواتها المالية، بينما حذّر مراقبون دوليون من أن غياب أي تدخل عاجل من المؤسسات النقدية الإقليمية والدولية قد يُفضي إلى انهيار شامل للنظام المصرفي واعتماد السوق فعليًا على الدولار كعملة بديلة.
في الشارع السوداني، تعكس شهادات المواطنين حالة من الغليان، حيث باتت تكلفة المعيشة تفوق قدرة معظم الأسر، في ظل شح السيولة واختفاء الدعم وغياب الرقابة، ما يجعل الأزمة مرشحة لمزيد من التصاعد.



